بين اعتقالات تعسفية وعمليات اغتيال ممنهجة وإعدامات ميدانية، تعيش محافظة درعا جنوب سوريا أسوأ مرحلة تاريخية في ظل سيطرة قوات النظام والميليشيات الحليفة له عليها منذ ستة أعوام وحتى اليوم، وسط تشديد القبضة الأمنية على أهالي وبقائها في حالة توتر وفلتان أمني كبيرين.
في آخر المستجدات التي رصدتها منصة SY24، اعتقل حاجز لقوات النظام تابع للأمن العسكري يقع عند أوتوستراد (دمشق – درعا) أربعة أشخاص من أبناء مدينة إنخل في شمالي درعا صباح يوم أمس الإثنين، وذلك أثناء عودتهم من دمشق.
أسفرت هذه الحادثة عن توتر أمني في المنطقة نتيجة اعتقال الشبان حيث قامت مجموعة تتبع للأمن العسكري بحصار مركز أمن الدولة في المدينة للمطالبة بالإفراج عن الشبان الأربعة المعتقلين.
ونتيجة الضغوطات التي مارسها الأهالي ومحاصرة مركز أمن الدولة، أفرج النظام عن ثلاثة من الشبان المعتقلين من أبناء مدينة إنخل، مع وعود بالإفراج عن الشخص الرابع بأقرب وقت، ويذكر أن من بينهم إعلامي وقائد مجموعة محلية تابعة للأمن العسكري في إنخل.
وذكرت مصادر متطابقة أن الحاجز المعروف باسم “منكت الحطب” التابع للأمن العسكري، يمارس تشديداً أمنياً وانتهاكات متعددة تجاه الأهالي منها عمليات الاعتقال التعسفي بغرض ابتزاز ذوي المعتقلين مالياً وسلبهم مبالغ كبيرة مقابل الإفراج عنهم.
وسط هذه الأحداث تستمر عمليات الاغتيال والقتل بيد مسلحين مجهولين حيث تم استهداف الشاب العشريني المدعو “ابراهيم عسكر” وهو مدني بذيعمل في محل تجاري، بعدة طلقات نارية قبل يومين قبل في مدينة الحراك في ريف محافظة درعا الشرقي.
كذلك تم استهداف الرجل الخمسيني المدعو “هيثم عبد الكريم الرفاعي” من أبناء مدينة نوى في الريف الغربي من محافظة درعا وهو مدني أيضاً لا ينتمي إلى أي مجموعة عسكرية، بعملية اغتيال على يد مجهولين ما أدى إلى وفاته على الفور.
ومن جملة عمليات الاغتيال التي طالت أشخاص مدنيين يوم أمس الاثنين في محافظة درعا، مقتل الشاب المدعو “عبد الله حمود” من بلدة المزيريب في الريف الغربي من محافظة درعا أثناء عودته من مدينة طفس ثم اقتياده إلى جهة مجهولة.
وقبل أيام تعرض المدعو “شادي الشمري” إلى عملية اختطاف من منزله في منطقة المزيريب، ليتم العثور عليه جثة هامدة يوم أمس دون معرفة الفاعلين، وعرف عنه التحاقه بمجموعة محلية، فضلاً عن اتهامه بالانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي.
من الجدير ذكر أن النظام وأذرعه الأمنية دأب في الفترة الأخيرة على إبقاء المنطقة في حالة من الفوضى والفلتان الأمني من خلال استمرار عمليات القتل التي استهدفت معارضيه ولاسيما الشخصيات القيادية وعناصر مصالحات، سعياً منه لاستنزاف أكبر عدد ممكن من أبناء المنطقة، التي لم تشهد هدوءاً منذ سيطرة الجيش والقوات الروسية والميليشيات الإيرانية عليها حتى الآن.