منازلهن محلاتهن.. شابات في إدلب يقتحمن سوق العمل الإلكتروني

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

خلقت نساء في مدينة إدلب وريفها فرص عمل متواضعة من منازلهن بإمكانيات بسيطة لا تتعدى هاتفًا محمولًا ورأس مال بسيط للعمل في التسويق الإلكتروني، يقومن بعرض منتجات من ألبسة ومستحضرات تجميل ومواد منزلية وغيرها، وبيعها مباشرة للزبائن بعد إضافة نسبة ربح بسيطة، ويعتبر العمل في التسويق الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي من المجالات المتنامية والمزدهرة في المنطقة.

استهدفت السيدة “عبير” (30 عامًا)، المهجرة من مدينة حلب إلى شمالي إدلب منذ سنوات، مجموعة من النساء وجمعتهن في غرفة دردشة افتراضية عبر تطبيق “الواتس آب”، بدأت بعرض المنتجات من الألبسة والقطع الأخرى من مستلزمات المنزل مع ذكر السعر والمواصفات وإمكانية التوصيل مباشرة لأي شخص مقابل مبلغ مادي معين، حيث تقبل السيدات على حجز القطع التي نالت إعجابهن بالتواصل مباشرة مع “عبير” لشرائها وإرسالها إلى العنوان، مقابل نسبة ربح معينة تتراوح بين 20 إلى 50 ليرة تركية حسب القطعة.

تقول “عبير”: إن “الكثير من النساء والأمهات المقيمات في مناطق بعيدة عن مراكز المدن والأسواق يقبلن على شراء القطع منّي، أقدم لهن خدمة الشراء والتوصيل مباشرة عبر الإنترنت دون وجود محل فعلي، مما يحقق دخلاً مادياً معيناً بأبسط الإمكانيات دون الحاجة إلى شراء كميات كبيرة من الملابس أو المنتجات أو استئجار محل تجاري وسط ارتفاع أجرة المحلات التي لا تقل عن 100 دولار شهرياً”.

“وصال”، طالبة جامعية مقيمة في مدينة سرمدا شمال إدلب، تهوى مجال التسويق والبيع ولديها خبرة في إدارة مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة منها في الترويج والتسويق، تقول: “تمكنت من دخول سوق العمل وتأمين دخل مادي جيد وسط قلة فرص العمل في المنطقة وتردي الوضع المعيشي”.

تخبرنا أنها منذ عامين أنشأت صفحة خاصة بها على منصتي إنستغرام وفيسبوك، وبدأت بعرض قطع الألبسة والعطورات ومستحضرات التجميل والإكسسوارات، بطريقة تسويقية جذابة حسب وصفها، باستخدام صور وفيديوهات للمنتجات، بدأت تحصل على تفاعل جيد من الزبائن، لا سيما أنها تعتمد على عرض قطع مميزة وذات جودة عالية تحظى بإقبال الشابات والنساء اللواتي يقمن بحجز القطع وشرائها عن طريق التواصل معها.

تقول: إن “العمل بالتسويق الإلكتروني يعتمد على الثقة المتبادلة بين الزبون والبائع وطريقة التسويق الجذابة وعرض القطع بمواصفات مميزة تجعلها محط اهتمام الزبائن، والالتزام بالموعد المحدد للتسليم الفوري، وهذا ما جعل مجموعتي على وسائل التواصل الاجتماعي معروفة أكثر”.

تركز “وصال” على جودة التصوير وعرض تفاصيل المنتجات بشكل دقيق لكسب شهرة أوسع، كما تقوم بتوصيل الملابس والمنتجات إلى المناطق القريبة من مكان سكنها بمساعدة شقيقها الذي يتولى هذه المهمة.

تواجه السيدات العاملات في التسويق الإلكتروني في الداخل السوري تحديات كثيرة مثل انقطاع الإنترنت وعدم التزام بعض الزبائن بالطلبات التي يقمن بحجزها وتقلب أسعار العملة التركية، مما يرفع نسبة خسارتهن في بعض الأحيان.

تعكس هذه التجارب الفردية في اقتحام سوق العمل من قبل السيدات بإمكانيات بسيطة ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي ضمن أماكن سكنهن، القدرة على التكيف والإبداع في مواجهة الظروف الصعبة، حيث استطاعت عدة نساء وفتيات بناء مشاريع بسيطة وناجحة وتحقيق استقلالية اقتصادية في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

مقالات ذات صلة