تتواصل حكايات النساء العائدات من مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا، أو قصص “العائدات إلى الحياة” في مناطقهم بدير الزور أو الرقة أو الحسكة، في تعبير واضح عن الأمل والصمود والصبر.
“أم أحمد” واحدة من تلك الخارجات من مخيم الهول، تحمل على وجهها آثار معاناة لا تُمحى، حيث فقدت زوجها واثنين من أبنائها في غارة جوية، بينما عاشت تحت رحمة الفقر والجوع والخوف في المخيم، وفق قولها.
تروي لنا “أم أحمد” قصتها مع التأكيد بأنها لم تفقد الأمل يوماً، بل ظلت تحلم بالحياة الكريمة لعائلتها الباقية، ولدها وابنتها الصغيرة ووالدتها العجوز.
حصلت “أم أحمد” أخيراً على فرصة للعودة إلى مسقط رأسها إلى منزلها المدمر في بلدة “السفافنة” التابعة لمنطقة الباغوز شرقي دير الزور، وبدأت رحلة جديدة رحلة إعادة البناء، رحلة لم تكن سهلة لكنها واجهتها بعزيمة وإصرار، حسب تعبيرها.
تعرضت “أم أحمد” للعديد من التحديات، من صعوبة الحصول على الوثائق الرسمية إلى رفض بعض أفراد المجتمع لها، لكنها لم تستسلم وواصلت النضال من أجل عائلتها.
ومع مرور الوقت، بدأت “أم أحمد” تعيد بناء حياتها، فبدأت مشروعاً صغيراً لبيع الحرف اليدوية، وبدأت ابنتها الدراسة في مدرسة القرية.
قصة “أم أحمد” ليست استثنائية، بل هي قصة تتكرر مع العديد من العائدات من مخيم الهول، نساء واجهن الموت لكنهن اخترن الحياة.
هذه القصص وغيرها تؤكد أن نساء الهول هن العائدات إلى الحياة مرة أخرى، عدن أقوى وأكثر إصراراً على بناء مستقبل أفضل لهن ولأطفالهن، بحسب شهادات الكثير من سكان المنطقة الشرقية.
لكن رحلة العودة لم تنتهِ بعد، فهن بحاجة إلى المزيد من الدعم والمؤازرة من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، لكي يتمكنّ من إعادة بناء حياتهن بشكل كامل، وفق نداءات المهتمين بهذا الملف.
إن قصص العائدات من مخيم الهول هي رسالة للعالم، رسالة عن قيمة الحياة وضرورة العمل على حماية المدنيين في مناطق الصراع.
الجدير ذكره، أن عدد من أبناء المنطقة الشرقية يؤكدون أن العائلات السورية العائدة من مخيم الهول، تواجه العديد من المشكلات الحياتية اليومية، ومن أبرز تلك المشكلات صعوبة تأمين احتياجاتهم الأساسية.
وتعتبر فئة النساء من الفئات التي تواجه تحديات صعبة جدًا داخل المخيم، على الرغم من كل المبادرات والجهود التي تبذلها منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية للتخفيف قدر الإمكان من هذه المعاناة.
يذكر أنه في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، قررت إدارة المخيم وبعد بوساطة شيوخ ووجهاء العشائر، إخراج جميع النازحين السوريين الراغبين بمغادرة مخيم الهول وإعادتهم إلى مناطقهم.