تفتقر أكثر من 20 قرية في ريف الطبقة الغربي الواقعة تحت سيطرة النظام السوري للخدمات الأساسية والضرورية للحياة، كالكهرباء والماء رغم مضي سنوات من تحريرها من تنظيم داعش.
وتفيد الأخبار الآتية من تلك القرى بأن الظروف الخدمية والمعيشية، لم تساعد على عودة الأهالي إلى قراهم التي تركوها شبه مهجورة جراء المعارك والعمليات العسكرية مع التنظيم قبل 7 سنوات.
ولجأ أغلب سكان تلك القرى للإقامة في مناطق “الإدارة الذاتية” لتوفر خدمات أفضل مما هو موجود في تلك المناطق ووجود وفرص عمل أكثر، مقارنة بمناطقهم التي تدمرت فيها البنى التحتية فيها دون عمليات إعادة إعمار حقيقية تعيد الحياة للمنطقة.
وتنتشر في تلك الجغرافية العشرات من القرى أكبرها ناحية “دبسي عفنان ودبسي فرج والقادسية والغجر وغزالة والرمثان وشعيب الذكر”.
ويؤكد أبناء إحدى قرى ريف الطبقة الغربي، بأن وضع المنطقة مأساوي ويفتقد لكل شيء، على حدّ تعبيره.
ولفت إلى أن مشاريع الزراعة توقفت منذ فترة طويلة وتحولت الزراعة إلى بعلية، نتيجة خروج مشاريع الري عن الخدمة بعد تفخيخها وتفجيرها من قبل تنظيم داعش وعدم قيام حكومة النظام بإعادة تأهيلها.
وتفتقد تلك القرى إلى المحروقات ومياه الشرب والكهرباء ومادة الخبز، الأمر الذي تسبب بعدم عودة أغلب الأهالي إلى قراهم، يضاف إلى ذلك خوف أهالي بعض القرى القريبة من البادية السورية من انتشار خلايا تنظيم داعش فيها.
وفي السياق ذاته، يصف الأهالي الوضع الصحي بـ “الكارثي”، حيث هناك بضعة عيادات طبية في قرية دبسي عفنان ومستوصف يخلو من الأطباء المختصين والأدوية، في حين يضطر من تبقى في تلك القرى في الحالات الإسعافية أو حالات الولادة والمعاينات الطبية للسفر إلى مدينة حلب التي تبعد أكثر من 120 كم، الأمر الذي يصعب أحياناً في إسعاف المرضى بسبب عدم توفر المواصلات دائماً في المنطقة نتيجة فقدان المحروقات.
وحول ذلك، قال عبد المنعم المنبجاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “التهميش الخدمي لا يقتصر فقط على هذه القرى وخاصة الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته، بل يمتد لأي منطقة تنتشر فيها قواته ومجموعات شبيحته ومثال ذلك مدينة الزور شرق سوريا ومحافظات أخرى مثل حلب وريف دمشق”.
ورأى أن هذا التهميش هو أسلوب ممنهج هدفه جعل تلك المناطق فارغة لتحويلها إما لأماكن تؤوي الميليشيات وعائلاتها أو لتحولها إلى مقرات عسكرية بحجج وذرائع واهية، وفق تعبيره.
ويؤدي التهميش الخدمي وتجاهل تضرر الطرقات وشبكات الصرف الصحي وانتشار أكوام القمامة وحتى أنقاض الأبنية المدمرة في مناطق سيطرة النظام عموماً، إلى تدهور مستوى المعيشة وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والطعام والرعاية الصحية.