طقوس وداع الحجاج حاضرة في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

لا يخلو منزل الحاج “أبو أحمد” من الزوار بشكل متواصل ليلًا ونهارًا، بعد أن تحدد موعد انطلاق قافلته يوم الجمعة، وذلك كما جرت العادة في قريته منذ عشرات السنين.

لكل منطقة في إدلب طقوس وعادات مرتبطة بوداع الحجاج إلى بيت الله الحرام، تبدأ تلك الطقوس منذ تحديد موعد سير القافلة حتى انطلاقها.

“أبو أحمد”، 65 عامًا، أب لسبعة أولاد، يسكن في قرية كفرلاته جنوبي إدلب، تحدد موعد رحيل قافلته قبل أسبوع، ومنذ ذلك الوقت لم يخلُ منزله من الزوار سواء كانوا أقاربه أو جيرانه أو أصدقاءه.

تعد طقوس توديع الحاج من أهم الطقوس المرتبطة بهم، التي لا تزال موجودة عند الكثير من السوريين وخاصةً أهالي القرى التي تعرف بأنها أكثر المناطق محافظةً على عاداتها وتقاليدها.

يحدثنا “أبو أحمد” عن بعض طقوس وداع الحاج في قريته، فيقول: “الأسبوع الأخير مخصص لاستقبال الضيوف وتلبية العزائم التي تكون بشكل يومي من أهالي القرية أو الأقارب”.

تتجدد تلك الزيارة بشكل يومي، ويكون آخرها عند انطلاق الحاج، حيث يجتمع رجال العائلة مع الأقارب والجيران على باب منزل الحاج يودعونه ويدعون له بالسلامة والقبول ويحملونه السلام والشوق لذلك المكان المقدس.

يرافق الحاج قافلة صغيرة من منزله إلى معبر باب الهوى، حيث آخر مكان للوداع. يقول “أبو أحمد”: “موكب أشبه بموكب الزفاف، يرافق الحاج حتى آخر مكان للوداع، حيث يتجدد الوداع عند معبر باب الهوى، العناق والدموع تحكي ما يجول في خاطر المفارقين”.

هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة، صعوبات كثيرة تفرضها المملكة السعودية على الحجاج، يحدثنا “أبو همام”، 74 عامًا، مقيم في جبل الزاوية وأحد حجاج بيت الله الحرام هذا العام، عن بعض الصعوبات التي واجهها خلال تسجيله على الحج فيقول: إنه اضطر للسفر إلى معبر باب الهوى ثلاث مرات، وذلك بسبب القرارات السعودية المتجددة كل يوم.

عادةً كان يُطلب من الحاج بصمة واحدة للأصابع، أما هذا العام فالبصمة شملت الأصابع العشرة إضافة إلى بصمة العين، وآخرها كانت يوم أمس بصمة إلكترونية تشمل الأصابع والعين وصورة للوجه.

يقول “أبو همام”: “كان من المقرر انطلاق قافلتنا يوم غد الخميس، وبسبب إغلاق تطبيق البصمة الإلكترونية لم يتمكن الكثير من الحجاج من تسجيل البصمة، لذلك تم تأجيل القافلة إلى الخامس من الشهر القادم”.

تتجدد تلك الطقوس الدالة على الألفة والمحبة بين الحاج وأحبابه مع عودته من بيت الله الحرام، حيث يزف الحاج وكأنه عريس في موكب استقبال كبير يحضره كبار العائلة والأحباب.

مقالات ذات صلة