تشهد محافظة دير الزور شرقي سوريا محاولات حثيثة من قبل أذرع إيرانية لافتتاح مكاتب إعلامية في ريف المحافظة، وذلك بهدف الترويج لميليشياتها ونشر أفكارها في المنطقة.
وأفادت مصادر من أبناء دير الزور بقيام ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني بإنشاء مكتب إعلامي جديد تحت اسم “مكتب الإعلام العام” يضم حوالي 20 عنصراً معظمهم من طلاب جامعة الفرات، وفق تعبيرهم.
ويعد هذا المكتب الثالث من نوعه في المدينة، بعد المكتب الإعلامي الخاص بالمركز الثقافي الإيراني والمكتب الصحفي لديوان العشائر.
وتركز هذه المكاتب على إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لإيران وأذرعها، وتلميع صورة الميليشيات الإيرانية، وعلى رأسها “الحرس الثوري” الإيراني.
وتُشير المعلومات المتوفرة إلى أن هذه المكاتب الإعلامية تهدف إلى: نشر الأفكار والدعاية الإيرانية في المنطقة، وتعزيز نفوذها في أوساط السكان المحليين، تلميع صورة الميليشيات الإيرانية وإخفاء جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين، واستقطاب الشباب من خلال الأنشطة والفعاليات المختلفة التي تنظمها، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم.
ويُعرب العديد من السكان المحليين في دير الزور عن قلقهم من هذه المحاولات الإيرانية للتوسع الإعلامي في المنطقة.
كما يخشى البعض من أن تُستخدم هذه المكاتب لنشر الفتنة والانقسام بين أبناء المنطقة، أو لتجنيد الشباب للانضمام إلى الميليشيات الإيرانية.
وقال الباحث في مركز جسور للدراسات، رشيد حوراني لمنصة SY24، إن “إيران تلجأ في ظل السيطرة الروسية على الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام، إلى التغلغل في البنية الاجتماعية للمجتمع السوري معتمدة أساليب القوة الناعمة، وكانت تلك الأساليب أقل تأثيرا مما هو مذكور في الخبر الحالي، حيث كانت تقتصر على الدعوة والاحتفال بالمناسبات، أما في الإجراء الحالي فقد ضمت الطلاب من أبناء المدينة الى هياكل القوة الناعمة التي انشأتها”.
وأضاف “يدل ذلك على أنها تمكنت خلال الفترة الماضية من تشييع المنتمين، أو جعلهم يتقبلون التصرفات الإيرانية الرامية إلى التشيع في ظل ضعف الأنشطة الدعوية وضعف مؤسسات طائفة أهل البلد الأصلية (السنة)”.
ورأى أن “إيران تستهدف هذه الفئة العمرية لأهميتها مستقبلا، ولم تقف تصرفاتها عند مكاتب الاعلام بل تعدتها الى السيطرة على مؤسسات شبابية أخرى كفريق الفتوة مثلا”.
ووسط كل ذلك، تُمثل محاولات فتح مكاتب إعلامية إيرانية في ريف دير الزور خطوة جديدة في مساعي إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة، رغم أنها خطوة تُثير قلق السكان المحليين الذين يخشون من استخدامها لنشر الدعاية الإيرانية واستقطاب الشباب، حسب مراقبين.