بقيادة نسائية.. أول مشروع فني لصناعة “الريزن” في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بتحدٍ ومثابرة وصبر، تمكنت الشابة “نهى الخطيب” (29 عامًا)، ابنة مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، من افتتاح مشروعها الخاص من منزلها في مدينة إدلب في مجال مميز وفريد من الأعمال الفنية اليدوية خاص بفن صناعة “الريزن”. بذلك، أصبحت أول سيدة في إدلب تتقن هذا النوع الإبداعي من العمل، الذي بدأت به منذ أربع سنوات ثم أصبح فكرة جديدة وجيدة لسيدات كثر في المنطقة لخلق فرصة عمل لهن وتأمين مصدر دخل ثابت في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية السيئة.

مادة الريزن هي مادة كيميائية سائلة شفافة تُضاف إليها مادة أخرى مصلبة، بحيث يمكن تشكيلها وصبغها بطرق مختلفة قبل الوصول للمرحلة النهائية وهي التصلب. تُستخدم بشكل واسع في الأعمال الفنية والحرف اليدوية مثل صنع مجوهرات، قطع زينة، ديكورات، طاولات، ساعات، لوحات فنية، وأشكال ثلاثية الأبعاد وغيرها من القطع الفنية.

خصصت “نهى” غرفة من منزلها لصناعة منتجاتها بحيث تكون بعيدة عن متناول طفليها الصغيرين بسبب وجود مواد كيميائية خطيرة على الأطفال. تقول في حديثها إلينا: “العمل يحتاج الكثير من الحذر والوعي خاصة في حال وجود أطفال في المنزل، لذا من الضروري وضع المواد الأولية في مكان مقفل وآمن، مع تخصيص وقت معين من الفترة المسائية للعمل مستغلة وقت نوم أطفالها”.

تعاملت الشابة الجامعية نهى مع مشروعها بإتقان وتمكنت بعد سنوات من العمل والتجربة والخبرة من حجز اسم لها في السوق بمهارة صناعة فن الريزن، إضافة إلى متابعة دراستها الأكاديمية في كلية العلوم الإنسانية قسم التمريض. تقول: “المرأة السورية قادرة على خلق النجاح وفرص العمل في أكثر الظروف قساوة، وهذا ما لمسته من خلال تجربتها بالعمل والدراسة والأمومة”.

بدأت فكرة المشروع لديها بإتقان عمل مميز في المنطقة بعيداً عن النمطية التقليدية في الحرف اليدوية. بحثت كثيراً في فن الريزن عن طريقة العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفيديوهات التعليمية، إلا أنها اكتسبت الخبرة بالعمل والتجربة على أرض الواقع بعد شراء المواد الأولية والبدء بإنتاج أولى القطع حتى تمكنت من الوصول إلى معرفة النسب المعينة من كل خليط والطريقة الصحيحة للعمل.

تخبرنا أنها كانت تشحن المواد من تركيا لعدم توفرها في أسواق مدينة إدلب، وتدفع تكاليف مضاعفة أجرة الشحن وثمن المواد، فضلاً عن كونها تتميز بأسعارها المرتفعة مقارنة بأي نوع من الفنون اليدوية الأخرى. إذ تتراوح الأسعار حسب جودة الريزن ونقائه وسرعة تصلبه بين 15-35 دولارًا للكيلو الواحد، ناهيك عن باقي المواد الأخرى من قوالب السيلكون والأصباغ والألوان ومواد الحماية مثل القفازات والأقنعة للحماية من الأبخرة الكيميائية، وقطع الإكسسوار الداخلة في بعض المنتجات.

تقول: إنها “أمضت قرابة ستة أشهر بداية عملها دون أن ترى نتيجة مرضية، حيث لم يكن هناك سوق تصريف للمنتجات باستثناء المقربين والأصدقاء الذين وجدوا بالمنتجات قطعًا مميزة مشغولة بحرفية عالية. هذه التحديات جعلتها تصبر أكثر على فكرة المشروع، خاصة أنها دفعت مبالغ مالية كبيرة تكلفة المواد والقطع التي صنعتها”.

انتقلت في هذه المرحلة إلى التسويق الإلكتروني لمنتجاتها وأنشأت على تطبيقات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي معرفات خاصة بالمشروع ونشرت صور القطع الفنية مع إمكانية الصنع حسب الطلب والمناسبة. لتنهال عليها طلبات العمل من عدة أشخاص ومحلات تجارية، سواء للأغراض الزخرفية أو العملية أو التحف المخصصة للمناسبات.

فتحت هذه الفرصة أمامها بابًا للعمل والتدريب مع منظمات ومنصات تدريب تُعنى بتمكين النساء اقتصاديًا عبر تعليمهن مشاريع يدوية ونقلهن لمرحلة الإنتاج والعمل. وبذلك، درّبت الشابة عددًا من السيدات في إدلب وريفها وساعدتهن في تعلم أساسيات العمل وبدأت كثيرات منهن بافتتاح مشاريعهن الصغيرة الخاصة بهن.

حيث وفر العمل في صناعة الريزن فرصة ممتازة لعدد من النساء لإطلاق مشاريعهن الخاصة وتحقيق استقلالية مادية أسهمت في تحسين مستوى حياتهن وتوفير فرص عمل جديدة في المجتمع وسط تردي الأوضاع المعيشية وقلة فرص العمل.

مقالات ذات صلة