يضع “عبد الرحمن” بعض الكتب الأدبية والثقافية المتبقية لديه في زاوية صغيرة في مكتبته، يمسح عنها الغبار كل فترة على أمل أن تلفت نظر الزبائن إليها ويتمكن من بيعها.
توفير شبكات الإنترنت بشكل كبير أدى إلى انتشار الكتب الإلكترونية المجانية التي يسهل استخدامها ويساعد بشكل أسرع في الحصول على المعلومة المطلوبة، لكن هذا التطور أثر بشكل كبير على المكتبات الورقية في إدلب حيث أغلق بعضها واتجه بعضها الآخر إلى بيع القرطاسية والمستلزمات المدرسية والجامعية.
“عبد الرحمن”، 34 عاماً، يقيم في مدينة أريحا، وصاحب مكتبة الباشا في المدينة، افتتح مكتبته بعد تحرير مدينته منذ حوالي تسع سنوات تقريباً.
جمع “عبد الرحمن” في مكتبته عدداً من الكتب المنوعة وبعض الروايات القصصية، يقول: إن “العمل في فترة افتتاح المكتبة كان جيداً نوعاً ما، لكنه تراجع بشكل واضح مع انتشار الكتب الإلكترونية”.
سعى “عبد الرحمن” إلى تطوير مهنته لتناسب زبائنه، حيث قام بتحويل مكتبته إلى تصوير الكتب المدرسية، إضافة إلى بيع المستلزمات المدرسية والقرطاسية وألعاب الأطفال.
أغلقت أبواب الكثير من المكتبات الشهيرة والقديمة في إدلب، منها مكتبة الظافر والغفير ومكتبة ولي زكي المتخصصة ببيع المجلات والصحف، وذلك بسبب وفاة أصحابها واعتزال أبنائهم عن المهنة، إضافة إلى إغلاق مكتبة المركز الثقافي واتحاد الكتاب العرب بسبب الأوضاع الأمنية التي تتعرض لها المنطقة منذ سنوات طويلة.
تعد مكتبتا “النور” و”نقش” من أهم المكتبات الموجودة في إدلب، التي تعمل على استيراد الكتب وبيعها للمهتمين بها في إدلب.
“أيمن النبعة”، 41 عاماً، يقيم في مدينة إدلب وصاحب مكتبة “نقش” في المدينة، يعمل على استيراد الكتب من مناطق النظام وطباعتها وبيعها.
يطبع “أيمن” الكتاب حسب الطلب عليه، ويباع بأسعار مرتفعة مقارنة مع الكتب الإلكترونية المجانية، وذلك بسبب صعوبة استيرادها وتكاليف طباعتها المرتفعة، يقول: إنه “رغم ذلك لا يزال بعض القراء يهتمون بقراءة الكتب الورقية، والطلب عليها جيد”.
افتتح مؤخراً “كافيه كتاب” في مدينة إدلب، يحتوي على أعداد كبيرة من الكتب المتنوعة والروايات، فتح المجال أمام القراء في إعادة الكتاب إلى حياتهم اليومية.