يقصد كثير المدنيين في شمال غرب سوريا مع ارتفاع درجات الحرارة عدداً من المسطحات المائية لغرض التنزه والسباحة للترويح عن أنفسهم، إلا أن زيادة حالات الغرق في المياه غير الصالحة للسباحة تحوّل لحظات الفرح والسعادة إلى مأساة حقيقة، وقد سجلت الفترة الأخيرة عدة حالات وفاة بينهم أطفال رصدتهم المنصة بتقارير مفصلة.
وفي السياق حذرت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني السوري من خطورة السباحة في المسطحات المائية المنتشرة شمال غربي سوريا مثل سواقي المياه في عفرين وبحيرة ميدانكي و نهر الفرات و نهر العاصي و نبعة عين الزرقا وغيرها من المسطحات المائية الأخرى، مؤكدة أنها جميعاً غير صالحة للسباحة.
حيث تعمل فرق الإنقاذ المائية بسرعة فائقة للاستجابة الفورية لأي حالة غرق، مع مواصلة التدريبات بشكل يومي للحفاظ على لياقة ومرونة الأجسام والاستعداد في أي لحظة لعملية إنقاذ من خلال وجودهم بالقرب من عدد من المسطحات المائية.
ومن ضمن النصائح التي توجه بها الفريق للمدنيين، عدم محاولة إنقاذ الشخص الغريق من قبل أشخاص غير متمكنين من السباحة، والتي أدت إلى وفاة كثير من المنقذين في المرات السابقة.
إذ يعود السبب في ذلك إلى أن معظم المسطحات المائية كانت تضاريس غمرتها المياه وتصعب معرفة تضاريسها وأماكن الحفر العميقة فيها، إضافة لانعدام الرؤية في مستويات قريبة من ضفاف المسطحات بسبب انتشار الطين فيها بكثافة، إضافة لبرودة مياهها الشديدة ما يجعلها غير صالحة للسباحة.
كما يفتقد أغلب الأشخاص إلى وسائل الأمان من الغرق كالحبال والإطارات المطاطية التي تساعد على الطفو، تهاوناً منهم بعدم خطورة السباحة فيها، فضلاً عن عدم مراعاة الأوقات المناسبة للسباحة، حيث يزداد منسوب المياه في كثير من الأحيان وتزداد سرعة التيار ما يزيد من احتمالية الغرق بشكل أكبر تبعاً للظروف المناخية المتقبلة.
وفي حديث سابق مع أحد متطوعي الدفاع المدني السوري لمنصتنا، أرجع أسباب ازدياد حالات الوفاة غرقاً أثناء السباحة إلى طبيعة المياه في تلك المسطحات وعمقها أو قوة الأمواج في الأنهار والتي تسحب الشخص إلى العمق وتسبب موته غرقاً دون التمكن من محاولة إنقاذه.
ونوه من خلال حديثه إلينا إلى ضرورة عدم محاولة إنقاذ أي غريق مهما كانت صلة القرابة، بل طلب المساعدة من فرق مختصة كالدفاع، وتأمين وسائل الأمان في حال وجود شخص متمرس على الإنقاذ، إضافة لإخبار فرقنا بأسرع ما يمكن.