لجأ “أبو حسين” إلى حفر بئر جوفي عميق بعد أن قل منسوب الماء في بئره السطحي القديم، خوفاً من تأثير قلة الماء على أشجاره المثمرة في أرضه التي تتجاوز مساحتها 60 دونماً.
انتشرت الآبار العشوائية بشكل كبير في الشمال السوري، وذلك بسبب ازدياد عدد السكان نتيجة نزوح وتهجير السوريين القسري إلى المنطقة، وكثرة استخدام الماء للشرب والاستخدامات الأخرى.
وحسب إحصائية لفريق “منسقو استجابة سوريا”، فقد قدرت عدد السكان المقيمين في الشمال السوري بأكثر من 4.3 مليون نسمة، أكثر من نصفهم نازحون ومهجرون قسرًا.
“أبو حسين”، 53 عاماً، مزارع يقيم في قرية كفرلاته جنوبي إدلب، اعتادت أشجاره المثمرة على الري بشكل مستمر خلال فصل الصيف، وبسبب قلة الماء لديه أقبل على حفر بئر جديد وعميق.
تحتاج الآبار الجوفية إلى تكاليف مرتفعة، ورغم ذلك فإن نتائجها مضمونة وكمية المياه فيها أكثر بكثير من الآبار السطحية.
اتفق “أبو حسين” مع ورشة مخصصة لحفر الآبار الجوفية باستخدام آلة يطلق عليها اسم “الحفارة”.
تختلف تكاليف البئر حسب عمقه وقوة صخور المنطقة التي يحفر فيها البئر، إذ يتحدد صاحب الورشة أجوره على حفر المتر ومكانه.
يحدثنا “أبو حسين” عن تكاليف البئر الذي قام بحفره خلال 25 يوماً، فيقول: “حفرت الورشة 540 متراً، أجور أول 150 متراً كانت 3 دولارات لكل متر، ويتضاعف المبلغ كلما زاد العمق ليصل إلى 6 دولارات بعد عمق 300 متر”.
يحتاج البئر عادةً إلى أنبوب حديدي “القميص” لحماية البئر من الانهيار نتيجة العوامل الطبيعية، إضافة إلى غطاس لنقل الماء وألواح الطاقة الشمسية وأسلاك الكهرباء، وتقدر تلك التكاليف بأكثر من 30 ألف دولار أمريكي.
في عام 2021، قدّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن السوريين حصلوا على مياه أقل بنسبة 40% مقارنة مع نسبة المياه قبل عشر سنوات، ويعود سبب الانخفاض إلى عدة أسباب أبرزها: تدفق النازحين بأعداد كبيرة إلى شمال سوريا، والتلوث المرتبط بالحرب، والاستهداف غير القانوني لمرافق المياه، إضافة إلى هجرة المهندسين العاملين في قطاع شبكات المياه وصيانتها.