كيف يقضي معلمو إدلب العطلة الصيفية؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

“معلم مع وقف التنفيذ”، هكذا عبّر المدرس “أحمد” (27 عاماً) عن حاله وحال آلاف المعلمين في إدلب وريفها مع انتهاء الموسم الدراسي هذا العام وبدء العطلة الصيفية، حيث يقضي هو ومعظم المعلمين عطلة غير مأجورة وسط ظروف معيشية واقتصادية متردية أثرت بشكل مباشر على صعوبة تأمين احتياجاتهم اليومية.

يقول في حديثه إلينا: إنه “بدأ يبحث عن عمل خلال العطلة الصيفية التي تمتد لعدة أشهر إلى حين عودة افتتاح المدارس، وكثير من زملائه المعلمين يلجؤون إلى عمل آخر خلال هذه المدة رغم قلة فرص العمل وارتفاع معدل البطالة”.

“أحمد”، نازح من ريف إدلب الجنوبي، وأب لثلاثة أطفال، يقيم في بلدة دير حسان شمال إدلب، يخبرنا أن المعلم في إدلب يعاني من ظروف عمل سيئة أهمها انقطاع راتبه الشهري خلال الصيف، باستثناء أعداد قليلة من المدارس التي تلتزم بنادي صيفي مأجور، وهي لا تغطي سوى نسبة بسيطة من الكوادر التعليمية، في الوقت الذي يبقى آلاف المعلمين والمعلمات بلا عمل وبلا مصدر دخل.

يستعد “أحمد” حالياً بعد الانتهاء من واجباته في المدرسة من تسليم الورقيات ومحصلات الطلاب وإنهاء البطاقات المدرسية، للعمل على تكسي أجرة، فيما يلجأ معلمون آخرون إلى العمل في محلات البيع التجارية أو البقالة أو أعمال البناء والإنشاءات رغم أنها من الأعمال الشاقة في سبيل تأمين لقمة العيش لعوائلهم حسب قول من تحدثنا إليهم من المعلمين.

وتتراوح رواتب المعلمين الشهرية في المنطقة بين 120 و160 دولاراً، وهو مبلغ غير كافٍ لإعالة الأسرة مع استمرار التضخم الاقتصادي وارتفاع الأسعار والغلاء المعيشي، في الوقت الذي تحتاج فيه عائلة مكونة من خمسة أشخاص إلى ضعف المبلغ لتأمين أبسط الاحتياجات اليومية.

يخبرنا أحد المعلمين في إدلب أنه بعد منتصف الشهر يعيش على الدَّين إلى حين وصول راتبه الشهري، متسائلاً كيف سيقضي أشهر الصيف بلا راتب؟

وشهدت الفترة الأخيرة مطالبات عديدة من قبل المعلمين تتمحور حول تحسين رواتبهم الشهرية لتناسب المستوى المعيشي، مع التأكيد على استدامتها خلال أشهر الصيف، إضافة إلى المطالبة بتأمين الحقوق المالية للمتقاعدين وإعادة هيكلة نقابة المعلمين.

وغطت منصة SY24 الوقفات الاحتجاجية آنذاك بتقارير مفصلة، وذكر أحد المعلمين في حديث خاص إلينا: أنهم “يطالبون باحترام المعلم وإعطائه حقوقه المادية من خلال عدم قطع الرواتب في الصيف كما يحدث كل عام، ورفع سقفها لتصبح مناسبة للوضع المعيشي والاقتصادي في المنطقة، وتأمين رواتب المعلمين والمتقاعدين”.

مقالات ذات صلة