مع استمرار الحراك الشعبي.. إدلب إلى أين؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تشهد محافظة إدلب في شمال غرب سوريا حالة من التوتر والاحتقان الشعبي، حيث تنظم مظاهرات في العديد من المدن والبلدات ضد هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، وفق مصادر محلية متطابقة.

ووسط تلك التطورات يطفو على سطح الأحداث أسئلة عدة من أبرزها “في ظل استمرار الحراك الشعبي ضد هيئة الجولاني.. إدلب إلى أين؟”.

وتنتشر المظاهرات في مدن وبلدات عدة مع انخراط مئات المواطنين في الحراك الشعبي السلمي، في حين يطالب المتظاهرون بإسقاط الجولاني والإفراج عن المعتقلين السياسيين وتحسين المعيشة ومحاسبة الفاسدين وإنهاء قبضة هيئة تحرير الشام على المحافظة، وفق المصادر المحلية.

ويتهم المحتجون جهاز الأمن التابع لهيئة تحرير الشام بقمع المظاهرات والاعتقالات التعسفية وفرض قيود على حرية التعبير، حسب تعبيرهم.

وفي هذا الصدد، قال الحقوقي عبد الناصر حوشان لمنصة SY24، إن “الحراك مطلبي، ومطالبه الأساسية ليست عصية على الإجابة، و بالتالي أعتقد أنه سينتهي قريبا بعد تحقيق المطالب المحقة، وقد تبقى بعض القضايا الخلافية معلقة أو ترحيلها إلى مدة زمنية قريبة يعمل على حلها عن طريق التشكيلات الجديدة التي ستطال مجلس الشورى والقوة الأمنية والقضاء”.

وأضاف “وهذه القضايا هي الناتجة عن الخلط بين المفاهيم مثل تداول السلطة أو إسقاط الجولاني، فتداول السلطة لا يكون ضمن حركة يمكن تصنيفها (حركة تحرير)، وإنما يكون في دول ذات سيادة فيها سلطة تشريعية وأخرى قضائية وأخرى تنفيذية تتمتع بالاعتراف القانوني وتحتاج إلى أدوات تداول السلطة وهي الدستور وقانون الانتخابات وقانون الأحزاب ومقام رئاسة دولة”.

ورأى أن “البديل عن تداول السلطة والأقرب للواقع هي التشاركية بين الحاضنة الشعبية والحكومة في إدارة المنطقة وفق قواعد ومعايير منضبطة”.

وفي السياق، حذر ناشطون من عمليات ترويج لشائعات عن تفجير عبوات ناسفة في إدلب، بهدف ترهيب المتظاهرين وصناعة ذريعة لقمع الحراك الشعبي.

وقال ناشط سياسي من منطقة إدلب (فضّل عدم ذكر اسمه) لمنصة SY24، إن إدلب ذاهبة إلى “الصدام وإلى الدماء وإلى الفوضى، فلا الهيئة ستستجيب ولا الحراك سيهدأ، وكل مايحصل مسؤولة عنه هيئة تحرير الشام ولا أحد سواها، فالسلطة وكل شيء بيدها وهي مسؤولة عن كل ما جرى وسيجري”.

ورأى أنه “في حال عدم الاستجابة لمطالب الناس فإن الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد والفوضى خاصة أنها زجت بالجناح العسكري في الساحة لمواجهة المتظاهرين”.

من جهتهم، أطلق ناشطون على منصة “إكس” هاشتاغ بعنوان “إدلب في خطر” للفت الأنظار إلى ما تتعرض له المحافظة من حالة توتر أمني وعدم استقرار.

ويبقى مستقبل إدلب غامضاً في ظل استمرار الحراك الشعبي ضد هيئة تحرير الشام، في حين تتجه الأنظار نحو كيفية تعامل الهيئة مع هذه الاحتجاجات، وإمكانية إصلاحاتها أو استمرارها في قمع الحراك الشعبي.

مقالات ذات صلة