في الصباح الباكر، تخرج “أم مصعب” إلى الجبال المرتفعة، تبحث عن نبتة الزعتر البري، لتضعها مونة للشتاء، وذلك بسبب فوائده واستخداماته الكثيرة.
تعرف نبتة الزعتر بقصر أغصانها إذ لا يتجاوز طولها 30 سم، وأوراقها البيضوية، ولونها الأخضر ورائحتها العطرة، تنتشر تلك العشبة بشكل طبيعي في الجبال المرتفعة كجبل الزاوية والأربعين بشكل خاص.
“أم مصعب”، سيدة خمسينية، أم لأربعة أولاد، تسكن في قرية “بزابور” جنوبي إدلب، اعتادت كل عام أن تخرج إلى الجبال وتجمع الزعتر البري، وذلك بسبب طعمه المميز وفوائده العديدة، تقول: “أتجول في الجبال ساعات طويلة حتى أتمكن من جمع مونة الزعتر لعام كامل”.
تقطف “أم مصعب” القسم العلوي مع أغصان نبتة الزعتر، وتترك السفلي ليعود وينمو من جديد، تقول: إن “موسمه هذا العام جيد جداً، وذلك بسبب هطول الأمطار الغزيرة خلال فصل الربيع”.
يستخدم الزعتر البري في عدة أكلات، تأتي “سلطة الزعتر” في المقدمة التي تتكون بشكل أساسي من الزعتر والجبن والبصل، كما يستخدم الزعتر في حشوة فطائر الجبن، مما يميز طعمها بشكل رائع.
تعتمد “أم مصعب” على طريقتين لمونة الزعتر، تحدثنا عنها فتقول: “الأولى أضع الزعتر في قوارير صغيرة وأضيف عليها زيت الزيتون، أما الثانية فهي عملية تجفيفه تحت أشعة الشمس”.
تنشط حركة بيع الزعتر البري في الأسواق المحلية خلال شهري نيسان وأيار فترة نشاط موسمه، حيث يعتمد الكثير من الفقراء على جمعه وبيعه في الأسواق لتأمين احتياجاتهم.
“أبو محمد”، رجل عشريني، وأب لثلاثة أولاد، يسكن في مدينة أريحا جنوبي إدلب، يتجول على عربته ويبيع الزعتر البري.
يقول: إن “حركة البيع أكثر من جيدة، وذلك بسبب اعتماد غالبية السكان على مونته في الشتاء”.
يتفاوت سعر الزعتر البري حسب جودته وطراوته، حيث يباع الكيلو الواحد نوع أول بـ30 ليرة تركية.
وحسب دراسات طبية، فإن الزعتر البري يستخدم كمهدئ لضيق الصدر والسعال عند الكبار والصغار، كما يخفف المغص وتشنج الأمعاء، إضافة إلى استخدامه كعلاج لآلام المفاصل ومنشطاً للدورة الدموية.