سجلت أعداد الحرائق منذ بداية موسم الحصاد هذا العام في مناطق شمال غربي سوريا أرقاماً غير مسبوقة، متسببة بخسائر فادحة للمزارعين ومهددة الأمن الغذائي للسكان في المنطقة، إذ التهمت النيران مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية خلال الفترة القليلة الماضية، وفقاً لما رصدته منصة SY24 في تقارير مفصلة.
وفي آخر المستجدات، أفاد مراسلنا بأن “48 حريقاً اندلع يوم أمس الاثنين، 3 حزيران، من بينها 35 حريقاً زراعياً في شمال غربي سوريا، استجابت لها فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري، حيث وقعت النسبة الأكبر منها في ريف حلب الشرقي”.
وفي حديث خاص مع “محمد الرجب”، متطوع في مؤسسة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني السوري)، قال: “استجابت الفرق لـ 501 حريقاً في مناطق شمال غربي سوريا خلال الشهر الفائت، أيار 2024، مما يمثل ارتفاعاً كبيراً في نسبة الحرائق مقارنة بالأشهر والسنوات الماضية، من بين هذه الحرائق، 267 حريقاً في الحقول الزراعية، و57 حريقاً في منازل المدنيين، و20 حريقاً في المخيمات.”
وأضاف أنه نتج عن هذه الحرائق، فضلاً عن الخسائر المادية، وفاة طفلة وإصابة 7 مدنيين بينهم 3 أطفال، مؤكداً على ضرورة اتخاذ إجراءات عالية للحد من اندلاع الحرائق مع اتباع أساليب الأمن والسلامة، وإبلاغ الفرق عن أي حريق ولو كان صغيراً.
كما يواجه المتطوعون في فرق الإطفاء تحديات كبيرة خلال إخماد الحرائق، من أبرزها صعوبة وصول سيارة الإطفاء إلى مكان الحريق بسبب التضاريس الصعبة والجبلية في بعض المناطق والأراضي.
تكثر مع بداية موسم الحصاد حوادث الحرائق في الشمال السوري بشكل كبير بسبب طبيعة العمل وارتفاع درجات الحرارة، مما يتسبب في خسائر مادية كبيرة للمزارعين خاصة مع امتداد الحرائق لمساحات واسعة في حال عدم السيطرة عليها وإخمادها.
في ظل الظروف الحالية، يبقى التحدي الأكبر هو تحسين إجراءات الوقاية والسلامة للحد من وقوع الحرائق، وتوفير الدعم اللازم لفرق الإطفاء للتعامل مع هذه الكوارث بشكل أكثر فعالية، من أجل حماية المزارعين وتأمين المحاصيل الزراعية، وبالتالي الحفاظ على الأمن الغذائي للسكان في شمال غربي سوريا.