حذّرت مصادر إغاثية في شمال سوريا من خطورة الوضع الطبي في المنطقة بعد تراجع كبير للدعم المقدم للقطاع الصحي، مما يهدد بإغلاق 160 منشأة صحية وحرمان 5 ملايين شخص من الرعاية الصحية بحلول نهاية العام.
وناشدت المصادر الإغاثية رجال الأعمال السوريين في جميع أنحاء العالم التدخل ودعم أهاليهم في شمال غرب سوريا، لافتين إلى أن مديرية صحة إدلب أطلقت حملة بعنوان “أنقذوا الأرواح” لجمع التبرعات وتغطية الاحتياجات الطبية المتزايدة.
وفي هذا الصدد قال الدكتور مأمون سيد عيسى، الناشط في المجال الإغاثي والطبي شمال سوريا لمنصة SY24، إن “هناك عدة إنذارات صدرت بانحدار الوضع الطبي إلى درجات كارثية منها إنذارات من مدير صحة إدلب وتقارير صادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لأمم المتحدة (أوتشا)، وبيانات صادرة عن مديرية صحة إدلب”.
وأضاف أن “من المشافي المهددة بالإغلاق لعدم وجود تمويل: مشفى جسر الشغور، مشفى دركوش، مشفى كفرتخاريم، إضافة إلى انقطاع الدعم عن نظام إحالة المرضى وغيرها من المراكز الطبية”.
وتابع أن “هذا الإغلاق سيؤثر على صحة السوريين في المنطقة، أي لك أن تتخيل توقف الخدمات العلاجية أو انقطاع أدوية الأمراض المزمنة، وبالتالي ستكون هناك مشكلة كبيرة نظرا لعدم قدرة سكان المنطقة على الاعتماد على القطاع الخاص طبياً بسبب عدم قدرتهم على دفع المصاريف العلاجية ومصاريف الأدوية”.
من جهتها، أوضحت مديرية صحة إدلب في بيان، أنها تعقد سلسلة من اللقاءات مع مختلف الجهات المعنية لمناقشة تقليص الدعم الدولي للقطاع الصحي وتأثيره على المنطقة.
وخرجت هذه اللقاءات بمجموعة من المقترحات لتخفيف حدة الأزمة، تشمل: دمج خدمات المراكز الصحية القريبة من بعضها البعض، جدولة الخدمات الطبية حسب الأولوية، إعادة جدولة رواتب الموظفين، تفعيل دور المجتمع المحلي في دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية، توحيد البروتوكولات العلاجية في جميع المراكز، تطبيق عطلة يومين في الأسبوع لتقليل التكاليف، دراسة تطبيق خدمات التطبيب عن بعد، إعطاء الأولوية لصرف أدوية الأمراض المزمنة، الاستعانة بالخريجين الجدد للعمل في المراكز، أتمتة العمل في المراكز، وفرض رسوم رمزية على الخدمات غير الإسعافية.
وذكرت صحة إدلب أن المنح الدولية الممولة للقطاع الصحي في المنطقة تقلصت بنسب تراوحت بين 30-60 بالمئة، مشيرة إلى توقف العمل عن 22 مركزاً صحياً في محافظة إدلب بحلول نهاية شهر حزيران/يونيو الجاري، بينما سيرتفع هذا الرقم إلى 95 مركزاً بحلول نهاية العام.
وأكدت صحة إدلب أنه لا توجد حتى الآن أي بوادر أو مؤشرات على حصول المنطقة على منح جديدة لدعم تشغيل تلك المراكز، حسب بيانها.
ودعت مديرية صحة إدلب جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية وتوفير الرعاية الصحية الأساسية لسكان شمال غرب سوريا.