حرارة الصيف تهدد حياة النازحين في مخيمات إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تسعى “أم وليد”، البالغة من العمر 35 عاماً والمقيمة في مخيم عشوائي شرقي مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، جاهدةً لتخفيف حرارة الخيمة التي تعيش فيها مع أسرتها، رغم محاولاتها المستمرة لتبليل أقمشة الخيمة بالمياه، لم تتمكن من مواجهة الحرارة المرتفعة التي أصبحت معاناة يومية لها ولعائلتها.

تعتمد النساء في المخيمات على حلول بدائية لتخفيف وطأة الحر على الأطفال الصغار، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية هذا الأسبوع، وتقتصر الحلول على رش المياه بكثرة، واستخدام ألواح الثلج لتبريد مياه الشرب، واللجوء إلى ظل الأشجار القريبة من المخيمات، في حال وجودها، مع غياب الكهرباء في معظم المخيمات، تعتمد الأسر على ألواح الطاقة الشمسية، التي تقل فعاليتها في درجات الحرارة المرتفعة.

تقول “أم وليد” في حديثها مع SY24: إن “المراوح لا تعمل طيلة النهار بسبب نفاذ شحن البطارية التي لا تخزن الطاقة في الحرارة المرتفعة بشكل جيد”، ما يزيد من معاناة سكان المخيمات في كل صيف، وتعتمد الأسر على تبريد الخيام بالمياه رغم قلتها، وشراء قوالب الثلج، وتبليل أجساد الأطفال بالمياه بشكل مستمر لتجنب ضربات الشمس.

تعرب “أم وليد” وسكان المخيم عن مخاوفهم من خطر الأفاعي والعقارب والحيوانات الزاحفة التي تدخل إلى المنازل والخيام هرباً من الحرارة العالية خارجها، ما يسبب حالة رعب دائمة لهم.

يعيش الأهالي في جميع المخيمات والتجمعات السكنية أياماً ملتهبة في الصيف وقاسية في الشتاء، في ظل ضعف كبير في عمليات الاستجابة الإنسانية، خصوصاً في الفترة الأخيرة التي شهدت انقطاعاً كبيراً في المساعدات الإنسانية والإغاثية.

تواجه آلاف الأسر في الشمال السوري ظروفاً مناخية قاسية، وتضطر للتأقلم مع الواقع الصعب الذي فرض عليهم منذ سنوات، إذ ناشد الأهالي المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة لتحمل مسؤوليتها تجاه النازحين في المخيمات، التي يقطنها أكثر من مليون ونصف مدني، ودعوا إلى زيادة الفعاليات الإنسانية وتوفير المستلزمات الأساسية لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة، مثل زيادة كميات المياه، تبريد المخيمات، وتأمين معدات إطفاء الحرائق لمواجهة أي حالات طارئة.

مقالات ذات صلة