أثارت حادثة سقوط الحافلة المروعة التي وقعت قرب مدينة دركوش بريف إدلب شمال سوريا، والتي راح ضحيتها العديد من الأطفال، موجة من الحزن والغضب في جميع أنحاء البلاد.
ووسط حالة من التضامن مع ذوي الضحايا، برزت مطالبات ومقترحات لوضع استراتيجية فعالة للحد من حوادث المرور التي باتت تودي بحياة العشرات بشكل متكرر.
وأرجع الناشط الإغاثي مأمون سيد عيسى، ارتفاع حوادث المرور في شمال غرب سوريا إلى عدة عوامل.
وقال سيد عيسى لمنصة SY24، إنه يُلاحظ انتشار ظاهرة عدم الالتزام بقواعد وأولويات المرور على الطرقات وعدم احترام إشارات السير، بالإضافة إلى السرعة الزائدة، ممّا يُشكل خطراً كبيراً على حياة مستخدمي الطرق.
وتعاني العديد من الطرق في شمال غرب سوريا من سوء البنية التحتية ونقص الإضاءة وازدحامها بالمركبات، ممّا يُعيق حركة المرور ويُزيد من احتمالية وقوع الحوادث، وفق مصادر محلية متطابقة.
ولفت سيد عيسى إلى أن المنطقة تفتقر إلى استراتيجية شاملة لتعزيز السلامة المرورية وتقليل حوادث السير، ممّا يُؤدي إلى استمرار هذه الظاهرة المأساوية.
وفي ضوء هذه الأسباب، دعا سيد عيسى إلى وضع استراتيجية وطنية للحد من حوادث المرور، تتضمن تشديد الرقابة على التزام مستخدمي الطرق بقواعد المرور، وتطبيق العقوبات الصارمة على المخالفين.
ورأى سيد عيسى أن إعادة تأهيل الطرق وتعبيدها وتوسيعها وتزويدها بإشارات مرورية واضحة، يُعد أمراً ضرورياً لضمان سلامة حركة المرور.
ودعا أيضاً إلى إطلاق حملات توعية مكثفة تُساهم في نشر ثقافة السلامة المرورية بين مختلف فئات المجتمع، مع التركيز على أهمية ارتداء خوذة الرأس أثناء قيادة الدراجات النارية.
كما يجب تفعيل دور الجهات المعنية، مثل شرطة المرور والدفاع المدني، في الحد من حوادث المرور، وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين.
وأكد أن حادثة دركوش مأساة إنسانية تُلقي بظلالها على المجتمع السوري في منطقة الشمال السوري بأكمله، ولتجنب تكرار مثل هذه الفواجع يجب العمل الجاد على وضع استراتيجية وطنية شاملة للحد من حوادث المرور، تضمن سلامة مستخدمي الطرق، وتُساهم في حماية أرواح المواطنين، وفق تعبيره.
وذكر أنه “لم يعد في أغلب دول العالم طرقات جبلية ضيقة وعرة إلا في الدول المتخلفة، بالتالي يجب توسيع الطرقات المتعددة في ناحية دركوش التي تزهق فيها الأرواح والتي أغلبها تحمل مخاطر كبيرة في السير عليها، حتى نتجنب مخاطر انزلاق السيارات خاصة في فصل الشتاء”.
ورأى أنه “من المفترض ان نقل الأطفال يجب أن يحصل على ترخيص بنقل الطلاب، هذا إذا كانت النفس الإنسانية لها قيمة لدى الحكومة المسؤولة عن المنطقة، والتي يجب أن تستقيل فورا إذا كانت تحترم نفسها”.
والخميس، تلقت فرق الدفاع المدني السوري بلاغاً من المدنيين عن حادثة تدهور حافلة ركابٍ متوسطة الحجم تقل طالبات من مدرسة في مخيمات الزوف غربي إدلب، وبعض من ذويهن ومعلمات وعاملات من الكادر الإداري لمدرسة خاصةٍ، أثناء خروجهن في رحلةٍ ترفيهية، وسقوط الحافلة من أعلى جرف صخري شديد الانحدار إلى مجرى نهر العاصي في منطقة عيون عارة بريف دركوش غربي إدلب.
وعقب عمل دام نحو 6 ساعات انتهت عمليات البحث والإنقاذ البري والمائي بسبب انخفاض الرؤية في مياه النهر وتفاوت أعماقه إضافةً للطبيعة الصخرية شديدة الانحدار في المنطقة وصعوبة كشف المسالك الآمنة منها ليلاً، أعلن الدفاع المدني عن وفاة 7 مدنيين (4 طفلات طالبات، وطفلان من أبناء الكادر التدريسي، وسيدة من كادر المدرسة) وإصابة 20 آخرين (12 طفلة طالبة، و4 أطفال أبناء معلمة من الكادر التدريسي، ومعلمتان، وسائق الحافلة وابنته) في حصيلة غير نهائية لأعداد الوفيات بسبب خطورة الإصابات، وفق بيان صادر عن “الخوذ البيضاء”.