ملابس العيد تتجاوز القدرة الشرائية لأهالي إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد أسواق مدينة إدلب وريفها شمال غربي سوريا حالة من الركود في حركة البيع والشراء مع اقتراب عيد الأضحى لهذا العام، ويعزو الأهالي السبب إلى الارتفاع الكبير في أسعار الألبسة، الذي يفوق القدرة الشرائية لغالبية السكان.

ارتفاع الأسعار

تضاعفت أسعار الألبسة مقارنة بالعام الماضي، حيث وصل سعر العباية النسائية إلى 35 دولاراً، وتراوح سعر الفستان النسائي بين 25 و40 دولاراً، فيما سجلت بعض القطع الأخرى مثل المانطو والقفطان حوالي 50 دولاراً.

تقول “نور”، وهي معلمة تقيم في مدينة إدلب، إن تكلفة شراء كسوة كاملة لها، بما في ذلك مانطو وحذاء وحقيبة يد، تتجاوز 100 دولار، وهو ما يعادل معظم راتبها الشهري، مما دفعها إلى التخلي عن شراء ملابس جديدة هذا العيد والتركيز على تأمين كسوة أطفالها الثلاثة.

ملابس الأطفال

رصدت مراسلتنا في المنطقة أسعار ملابس الأطفال التي سجلت أرقاماً مرتفعة أيضاً، إذ وصل سعر الفستان البناتي من النوعية المتوسطة إلى 30 دولاراً، والحذاء إلى 10 دولارات، كما ارتفعت أسعار ملابس الصبيان، حيث يتراوح سعر الطقم بين 25 و35 دولاراً، مع اختلاف الأسعار حسب الجودة والنوع من محل لآخر.

التأثير على الأهالي

هذه الأسعار المرتفعة دفعت العديد من العائلات في المنطقة إلى الاستغناء عن شراء ملابس جديدة لأطفالها، والاكتفاء بما لديها. بينما لجأ عدد منهم إلى محلات ألبسة البالة الأوروبية المستعملة، التي تعتبر أرخص ثمناً.

“سعاد” 22 عاماً، أم لطفلين تقيم في مدينة الدانا شمال إدلب، تخبرنا أنها اعتمدت على ألبسة البالة هذا العيد لكسوة طفليها، كما وجدت أن شراء قطعة من الأقمشة وتفصيلها عند الخياطة يعد طريقة مناسبة للحصول على ملابس جديدة بسعر أقل، تقول إنها اشترت القماش بمبلغ 250 ليرة تركية، ودفعت أجرة الخياطة 170 ليرة، وحصلت على قطعة ملابس للعيد بأقل مما هو موجود في الأسواق.

أسباب الارتفاع

يرجع أصحاب محلات الألبسة في المنطقة ارتفاع الأسعار إلى الضرائب المفروضة على الملابس المستوردة من قبل حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام، وأجور الشحن والنقل حتى تصل إلى مناطق شمال سوريا، إضافة إلى ارتفاع أجرة المحلات التجارية والمصاريف الأخرى التي تضاف على المنتجات والبضائع، ويشيرون أيضاً إلى أن فترة العيد تعد فرصة وموسماً سنوياً ينتظره التجار لتعويض الخسائر التي تكبدوها خلال العام.

بينما تظل أسعار الملابس مرتفعة في إدلب، يبقى الأهالي مضطرين للبحث عن حلول بديلة لتأمين كسوة العيد لأطفالهم، ومع استمرار التحديات الاقتصادية، يأمل الكثيرون في تدخل المنظمات الإنسانية لتخفيف الأعباء عن كاهل الأسر المحتاجة وتوفير ملابس العيد بأسعار مناسبة.

مقالات ذات صلة