توفي طفل رضيع لم يتجاوز عمره 21 يوماً، أمس الإثنين، بسبب سوء التغذية الحاد، جراء الحصار المفروض على النازحين في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية،
حسب ما أكدته شبكة “حصار” المحلية داخل المخيم.
وتُعدّ وفاة هذا الطفل مأساة إنسانية جديدة تضاف إلى معاناة أهالي مخيم الركبان، حيث تأتي هذه الوفاة لتؤكد على خطورة الأوضاع المعيشية والإنسانية المتردية التي يعيشها النازحون في المخيم، خاصةً مع تفاقم نقص الغذاء والدواء، وانعدام الرعاية الصحية.
وبحسب شبكة “حصار”، فإنّ وفاة الطفل الرضيع ليست الأولى من نوعها، حيث توفي خلال الأشهر الثلاثة الماضية خمسة أطفال رضع آخرين بنفس السبب، وهو ما يُنذر بكارثة إنسانية حقيقية قد تُهدد حياة المزيد من الأطفال في المخيم، خاصةً في ظلّ نقص حليب الأطفال بشكل كبير.
وقال محمد درباس، عضو الهيئة السياسية في المخيم لمنصة SY24، إن “الطفل توفي بسبب سوء التغذية وعدم توفر الأوكسجين في المستوصف الوحيد العامل ضمن المخيم”.
ولفت إلى أنه “قبل أسبوع دخلت شاحنة تحمل بعض المواد الغذائية والخضار بأسعار خيالية دون أن يتم إدخال أدوية أو حليب أطفال”.
وأضاف أن “التحالف الدولي وزع قبل نحو 20 يوما، 35 علية حليب أطفال على 70 طفل فقط”، مؤكدا أن “هذه الكمية لا تكفي أبداً إلى جانب شح مادة حليب الأطفال”.
وتابع أنه “منذ شهر ونصف وصل سعر علبة حليب الأطفال في حال توفرها إلى نحو 90 أو 110 آلاف ليرة سورية”.
وحمّل درباس مسؤولية الظروف الإنسانية والطبية المتردية في المخيم لكافة الأطراف وعلى رأسها “جيش سوريا الحرة” العامل في المنطقة، مطالباً إياه بالتحرك والضغط على التجار لإدخال المواد الغذائية والطبية وحليب الأطفال إلى المخيم، حسب تعبيره.
ويشكو سكان مخيم الركبان من سوء الأوضاع الإنسانية حيث يعيشون نقصاً حاداً في المواد الغذائية وانعدام للرعاية الصحية وفقدان للدواء، فضلاً عن غياب الخدمات الأساسية من كهرباء وماء، ويطالبون بضرور إيجاد حل جذري لمشكلتهم.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد تحدثت مراتٍ عديدة عن الحصار المفروض على المخيم منذ سنوات من قبل قوات النظام السوري، والتي تمنع خروج ودخول أبناء المخيم، وعن أوضاع المخيم اللاإنسانية.
وناشدت الشبكة المنظمات الإغاثية الدولية بسرعة تلبية احتياجات مخيمات النازحين الأساسية، وبشكلٍ خاص مخيم الركبان للنازحين.