قلق يساور قاطنو الكرفانات في إدلب شمال غربي سوريا مع ارتفاع درجات الحرارة، وهي مساكن مؤقتة لجأ إليها النازحون من الأهالي وعدد من متضرري الزلزال بدلاً من الخيام القماشية التي يسكنها مئات آلاف العوائل في المنطقة.
ومع قدوم فصل الصيف تتكرر معاناة الأهالي مثل كل عام المتمثلة بارتفاع درجات الحرارة، إذ تتحول تلك المساكن إلى أفران حارقة تفاقم معاناتهم اليومية.
تتألف معظم الكرفانات المعدنية التي يقطنها الأهالي في إدلب من غرفة ومطبخ وحمام منها ما يصل مساحتها إلى 27 متر مربع فقط، وهناك كتل بمساحات أكبر قليلاً إلا أنها بشكل عام تعد صغيرة الحجم لاستيعاب أفراد الأسرة إذ تتحول لغرف ملتهبة خلال فصل الصيف، وكتل شديدة البرودة في الشتاء حسب قول من تحدثنا إليهم من الأهالي.
ترتفع درجات الحرارة في مناطق الشمال السوري ما يجعل الحياة داخل الكرفانات أشبه بالجحيم، رغم أنها مزودة بمواد عازلة لكنها لا تحول دون الحرارة المرتفعة، تقول “أم حمزة” وهي نازحة من ريف إدلب الجنوبي تسكن في أحد الكرفانات غربي إدلب مع مئة عائلة أخرى: إن “جدران الكرفانة المصنوعة من ألواح الصاج تمتص الحرارة بشكل كبير وتحوّل حرارة الجو داخلها إلى أعلى مستوياتها”.
لم تنفع جميع الحيل والوسائل في تخفيف حرارة الطقس داخل الكرفانة، فهي تقوم بتبليل جدرانها بالمياه بشكل مستمر مع وضع عوازل خارجية من مادة الفلين إضافة إلى العوازل الموجودة فيها لتخفيف امتصاص أشعة الشمس، إضافة إلى وضع مراوح صغيرة في الغرفة لتعديل درجة الهواء داخلها.
تقول السيدة: إن “الهواء المندفع من المراوح ساخن أيضاً، والأطفال لا يستطيعون النوم ليلاً بسبب الحرارة، وهذه المعاناة مستمرة طوال الصيف”.
ورغم هذه المعاناة، لا توجد حلول تلوح في الأفق حيث قدم سكان الكرفانات في إدلب مناشدات عدة للمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي، طالبوا من خلالها تقديم الدعم العاجل لتحسين ظروفهم المعيشية خلال فصل الصيف، مشيرين إلى أن المساعدة الإنسانية تقتصر غالباً على توزيع المواد الغذائية دون معالجة مشاكلهم الأساسية المتعلقة بالسكن والمياه والكهرباء.