فقدت الطالبة “عواطف” معلمتها وأربعة من زميلاتها في المدرسة إثر تدهور حافلة نقل في منحدر جبلي باتجاه نهر العاصي في منطقة عين عارة بالقرب من مدينة دركوش غربي إدلب. كانت الحافلة تقلهم في رحلة صيفية بعد نهاية العام الدراسي.
حسب آخر إحصائية للدفاع المدني السوري في الشمال السوري، وصل عدد ضحايا الغرق هذا العام إلى 15 مدنياً بينهم أطفال، كما تم إنقاذ 3 حالات كانت على وشك الغرق.
“عواطف”، 11 عاماً، طالبة في مدرسة سراج، خرجت في رحلة مدرسية برفقة الكادر التدريسي وبعض زملائها. أثناء الرحلة تعرضت حافلتهم لعطل فني، أدى إلى سقوط الحافلة في نهر العاصي أثناء مرورها من طريق جبلي شديد الانحدار.
تروي لنا “عواطف” تفاصيل الحادثة فتقول: “فجأة تعطلت الحافلة وفقد السائق السيطرة عليها حين بدأت ترجع إلى الخلف حتى سقطت من سفح الجبل ووصلت إلى مياه العاصي”.
لحظات سقوط الحافلة أغمضت “عواطف” عينيها والخوف يكاد يوقف دقات قلبها، حتى أغمي عليها ولم تصحو إلا بعد ساعات طويلة عندما أيقظها أحد المسعفين الذين استجابوا لإنقاذ ضحايا الحادث.
أصيبت “عواطف” بكسر في يدها وبعض الجروح السطحية، بينما توفي 7 من ركاب الحافلة وأصيب 20 آخرين.
يستجيب فرق الإنقاذ في الدفاع المدني السوري لحالات الغرق بشكل مستمر خلال أشهر الصيف خاصةً، حيث قام منذ مطلع هذا العام حتى تاريخه بالاستجابة لأكثر من 30 حالة غرق في مسطحات مائية مختلفة منها الأنهار أو البحيرات أو الآبار.
يطلق فريق الإنقاذ تحذيرات كثيرة ومستمرة بشأن عدم صلاحية جميع الأماكن المائية للسباحة وذلك بسبب اختلاف التضاريس من منطقة لأخرى ووعورة المناطق المحيطة بالأنهار وانتشار كثيف للأعشاب حولها.
وفي تموز العام الماضي، ذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الغرق، أن غالبية حالات الغرق تكون للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنة والتسع سنوات، وأضافت أن أكثر من 90% من وفيات الغرق تكون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.