تحولت مخلفات الحرب إلى مصدر دائم للموت في الشمال السوري، حيث يواجه ملايين السكان تهديداً مستمراً بالألغام والذخائر غير المنفجرة نتيجة قصف النظام وروسيا المستمر على المنطقة لسنوات.
في حادثة مأساوية جديدة رصدتها منصة SY24، لقي رجل مصرعه وأصيب طفله بجروح خطيرة اليوم الخميس، جراء انفجار جسم غريب من مخلفات الحرب أثناء محاولته نقله لمكان آخر بعيداً عن مسكنهم في مخيم قرب مدينة دركوش غربي إدلب.
استجابت فرق إزالة مخلفات الحرب التابعة للدفاع المدني السوري بسرعة للحادث، حيث توجهت إلى مكان الانفجار لتفقده وتأمينه وإسعاف المصابين، حسب ما أكده “حسن الحسان”، متطوع في الدفاع المدني السوري، لمراسلتنا.
وأوضح “الحسان” أن مخلفات الحرب تمثل تهديداً حقيقياً لحياة المدنيين في سوريا، مع استمرار تأثيرات حرب النظام وروسيا، وأضاف أن نطاق المناطق الملوثة بالذخائر غير المنفجرة يصعب حصره، مما يزيد من صعوبة التعامل مع هذا الخطر.
تواصل فرق إزالة مخلفات الحرب جهودها في مسح الأراضي الزراعية وإزالة الذخائر غير المنفجرة، خاصة مع بداية موسم الزراعة وحصاد المحاصيل، لحماية المزارعين والأطفال الذين يلعبون في الحقول.
في مطلع شهر نيسان الماضي، أصدر فريق الدفاع المدني السوري تقريراً بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام والمواد المتفجرة، أشار فيه إلى وجود كميات كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام بين منازل المدنيين وفي الأراضي الزراعية وأماكن لعب الأطفال، وأكد التقرير أن هذه الذخائر ستظل تشكل خطراً لسنوات أو حتى لعقود قادمة.
يعيش المدنيون في الشمال السوري وسط تهديد مستمر بمخلفات الحرب، مما يتطلب جهوداً مضاعفة من المجتمع الدولي لدعم عمليات إزالة الألغام وتوعية السكان بمخاطرها، لضمان حياة آمنة ومستقبل أفضل للأجيال القادمة في المنطقة.