تشهد مناطق شمال شرق سوريا وقفةً لافتة للأنظار من قبل نساء المنطقة، حيث يقفن جنباً إلى جنب مع الرجال على خطوط الصد الأمامية لمواجهة الحرائق المفتعلة التي تستهدف الأراضي الزراعية، وذلك لحماية موسم الحصاد وضمان وصوله إلى بيوت المزارعين دون خسائر.
وعلى طول الطرقات الواصلة بين مدن وبلدات المنطقة وبين حقول القمح والشعير، تتواجد نساء شمال شرق سوريا متحديات حرارة الشمس اللافحة، وأحياناً يبحثن عن ظلّ قليل تحت الأشجار المتناثرة على جانبي الطرقات.
وتعرضت المنطقة في السنوات الماضية لحرائق مفتعلة أتت على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة، تاركةً وراءها خسائر فادحة للمزارعين الذين يعتمدون على هذه المحاصيل لسدّ احتياجاتهم المعيشية.
ومع اقتراب موسم الحصاد، تزايدت مخاوف المزارعين من تكرار سيناريو الحرائق، ممّا دفع نساء المنطقة إلى المشاركة الفاعلة في عمليات المراقبة وحماية الأراضي.
وساهم تكاتف وتعاضد جهود النساء والرجال في المنطقة في إحباط العديد من محاولات إشعال الحرائق، ممّا وفّر حمايةً حقيقيةً للأراضي الزراعية وضاعف من شعور المزارعين بالأمان.
ولقيت مبادرة مشاركة النساء في حماية الأراضي الزراعية ترحيباً واسعاً من قبل سكان المنطقة، الذين عبّروا عن تقديرهم العميق لهذه الخطوة الشجاعة التي تُجسّد روح التعاون والتضامن بين أبناء المجتمع.
وقال علوان زعيتر أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إنه “في المواسم الماضية، فقد الكثير من المزارعين رزقهم وتعبهم بسبب الحرائق المفتعلة التي كانت واضحةً أنها مفتعلة، وفي هذا العام، ليس النساء فقط بل كلّ العائلة كباراً وصغاراً، يقفون لحماية رزقهم وتعبهم من الأيدي العابثة”.
وتجسّد مشاركة نساء شمال شرق سوريا في حماية الأراضي الزراعية صورةً مشرقةً للتعاون والتضامن بين أبناء المجتمع، ونموذجاً يُحتذى به في مواجهة التحديات المشتركة.
وتعدّ مبادرة مشاركة نساء شمال شرق سوريا في حماية الأراضي الزراعية خطوةً هامّةً تُساهم في تأمين الأمن الغذائي للمنطقة، وتعزيز صمود المزارعين في وجه الظروف الصعبة، وتُرسّخ قيم التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع.