يتحكم ارتفاع الأسعار في ممارسة طقوس الفرح لدى كثير من السوريين، مما يحرمهم من شراء الحلويات والملابس الجديدة، متبعين آلية الاستغناء عن معظم الحاجات التي كانت من أساسيات المناسبات والأعياد في السنوات الماضية.
وتشهد أسواق دمشق وريفها إقبالاً خجولاً على شراء مستلزمات العيد من الحلويات والشوكولا، لا سيما الأنواع الفاخرة ذات الجودة العالية، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى نصف مليون ليرة سورية، مسجلة نسبة مضاعفة عن أسعار عيد الفطر الماضي.
أوضح العديد من العائلات أنهم خفضوا كمية الشراء إلى أدنى مستوياتها حتى لا يحرموا أسرهم وأطفالهم من فرحة التجهيز للعيد، سواء من ناحية شراء الحلويات أو الملابس الجديدة.
وبرر رئيس جمعية الحلويات في حديثه لموقع محلي تدني الطلب على الحلويات والشوكولا بشكل كبير نتيجة الغلاء، إذ ارتفعت أسعار الحلويات عن عيد الفطر الماضي بنسبة 100 بالمئة، ووصل سعر الكيلوغرام من بعض الأنواع إلى 600 ألف ليرة بعد أن كان منذ أشهر بـ300 ألف، مشيراً إلى أن حركة السوق لا تتعدى 30 بالمئة فقط.
كذلك ارتفعت أسعار السكاكر والشوكولا والراحة، حيث تراوحت أسعارها حسب جودة الصنف بين 100 إلى 500 ألف ليرة سورية، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في تصنيعها مثل الفستق الحلبي واللوز والمكسرات.
يقول أهالي في ريف دمشق: إن “هذه الأرقام المرتفعة تتناسب عكساً مع مستوى دخل غالبية السكان، لاسيما الموظفين وعمال المياومة وذوي الدخل المحدود، إذ لا يكفِ راتب الموظف الشهري لشراء كيلوغرام واحد من الحلويات أو نصف كيلوغرام من الشوكولا الفاخرة”.
يذكر أن أيام العيد هذا الموسم تأتي على الأهالي في سوريا، وشريحة كبيرة منهم يفتقدون أدنى مقومات الحياة، ويكافحون طيلة اليوم لتأمين لقمة العيش، بعيداً عن إحياء طقوس الأعياد، وحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر وصلت إلى أكثر من 90 بالمئة من إجمالي عدد سكان البلاد.