تشهد محافظة دير الزور، شرقي سوريا، هذا الصيف ازديادًا ملحوظًا في حالات الغرق في نهر الفرات، حيث وصل عدد الضحايا الذين تم انتشال جثثهم حتى الآن إلى 20 شخصًا.
وتشير التقديرات إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير، نظرًا لعدم إبلاغ الجهات الرسمية عن بعض حالات الغرق التي تحدث في مناطق الريف.
ويعود هذا الارتفاع المخيف في عدد الغرقى إلى عدة عوامل، أهمها الانقطاع الطويل للكهرباء في ظل درجات الحرارة المرتفعة، مما يدفع الأهالي، خاصة الشباب إلى التوجه إلى مياه النهر للسباحة هربًا من الحر، بحسب عدد من سكان المحافظة.
ونقل بعض الأهالي عن قائد فوج إطفاء دير الزور قوله: إن 20 حالة غرق قد تم تسجيلها منذ بداية فصل الصيف هذا العام، وأن هذا العدد أكبر بكثير من المعدل السنوي، حيث كان يتراوح عدد الغرقى بين 20 و30 حالة في السنوات السابقة، وفق تقديراته.
وتتعالى أصوات الجهات المختصة للتحذير من أن الأسابيع القادمة قد تشهد المزيد من حالات الغرق، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانتهاء امتحانات الشهادات العامة، حيث يزداد عدد الشبان الذين يتوجهون إلى النهر للسباحة.
وعبّر العديد من أهالي دير الزور عن حزنهم وألمهم لازدياد حالات الغرق، مؤكدين على صعوبة الوضع بسبب انقطاع الكهرباء، لكنهم شددوا على أن فقدان ابن غريقًا هو أصعب بكثير.
وأشار بعضهم إلى أن السباحة في نهر الفرات عادة سائدة لدى أهالي دير الزور في فصل الصيف، بغض النظر عن توفر الكهرباء أو انقطاعها، وأن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الأهالي في حماية أبنائهم، حسب تعبيرهم.
ونهاية أيار/مايو الماضي، تم انتشال جثة طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، من نهر الفرات بعد غرقه أثناء السباحة، في حين سبق تلك الحادثة حوادث أخرى وخاصة في محافظة الرقة.
وعبّر الأهالي عن حزنهم الشديد عقب حادثة غرق الطفل، وطالبوا بضرورة توفير مسابح آمنة للأطفال بأسعار رمزية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وازدياد رغبة الأطفال في السباحة.
وطالب بعض الأهالي بمنع الأطفال من السباحة في الأماكن الخطرة مثل نهر الفرات، واتخاذ إجراءات صارمة من قبل الجهات المختصة لمنع وقوع المزيد من الضحايا.