يشهد مخيم النيرب الواقع في مدينة حلب والخاضع لسيطرة ميليشيا “لواء القدس”، ارتفاعاً مقلقاً في معدلات هجرة الشباب خلال الفترة الأخيرة.
وبحسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، فقد غادر العديد من شباب المخيم خلال الأشهر الماضية بحثاً عن حياة أفضل في أوروبا مستخدمين طرقاً مختلفة للهجرة، من بينها الهجرة عبر البوسنة والهرسك وشمال سوريا وتركيا.
ويُعزى ارتفاع معدلات الهجرة إلى العديد من العوامل، أبرزها: الانهيار الاقتصادي الذي أدى إلى تفشي البطالة وارتفاع معدلات الفقر، مما جعل من الصعب على شباب المخيم العيش بكرامة.
ويعاني المخيم من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والإنترنت، بالإضافة إلى انتشار المخدرات والجريمة.
كما يعاني المخيم من قلة فرص العمل المتاحة وعدم رغبة بعض الشباب في الانضمام إلى ميليشيا “جيش التحرير” الفلسطيني، إضافة إلى استمرار تدهور الأوضاع المعيشية بشكل كبير، ودفع العديد من الفلسطينيين إلى الهجرة.
وأوضح فايز أبو عيد مسؤول الإعلام في المجموعة الحقوقية في حديثه لمنصة SY24، أن شباب مخيم النيرب يلجؤون إلى مختلف طرق الهجرة للوصول إلى أوروبا، وتختلف تكلفة كل طريق باختلاف الوجهة والطريقة المتبعة.
وتشمل بعض الطرق الرئيسية: الهجرة عبر البوسنة والهرسك، إذ تبلغ تكلفة هذه الطريقة حوالي 7500 دولار للحجز على جواز السلطة و9500 دولار للحجز من خلال الوثيقة الفلسطينية السورية.
وكانت بيلاروسيا بوابة عبور هامة للاجئين الفلسطينيين في عام 2021، حيث بلغت تكلفة الهجرة إلى ألمانيا حوالي 6 آلاف دولار، وفق المصدر ذاته.
وتعد تركيا وجهة رئيسية للاجئين من سوريا، ومنها يمكنهم التوجه إلى أوروبا عبر طرق مختلفة.
وتُلقي الهجرة بظلالها على مخيم النيرب وعلى المجتمع الفلسطيني بشكل عام، حيث تؤدي إلى فقدان الشباب، ما يُشكل خسارة كبيرة للمخيم والمجتمع الفلسطيني، في حين تُجبر ظروف الهجرة العديد من العائلات على الانفصال عن بعضها البعض، مما يُسبب معاناة نفسية كبيرة.
ويؤدي رحيل الشباب إلى زيادة العبء على العائلات والأشخاص الباقين في المخيم، خاصة فيما يتعلق برعاية كبار السن والأطفال.
ووثقت المجموعة الحقوقية هجرة أكثر من 250 شابًا من أبناء المخيم في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، و50 شخصاً خلال عام 2022، وأكثر من 45 شاباً وعدد من العائلات عام 2021.
كما وثقت المجموعة ذاتها منذ مطلع عام 2024 الحالي، هجرة أكثر من 150 شاباً من أبناء مخيم النيرب.
وبحسب استطلاع آراء أجرته مجموعة العمل في مخيم النيرب في وقت سابق، تبين أن نسبة لا بأس بها من العائلات تفضل الهجرة، واصفين الحياة في سورية بأنها لم تعد تطاق ومستحيلة نتيجة عدم تحملهم أعباء الحياة والضغوطات المعيشية، وتوفر أدنى متطلبات الحياة الأساسية.