في قلب مخيمات إدلب شمال سوريا، تتجلى مشاهد الفرح والأمل خلال أيام عيد الأضحى المبارك، رغم الظروف القاسية التي يعيشها المهجرون من مختلف المحافظات السورية، كما تتجلى عادات وتقاليد وطقوس العيد بين الأهالي والجيران، عاكسة روح التضامن والألفة بينهم، ما يبعث برسائل التفاؤل والتكاتف في مواجهة الصعوبات.
أجواء العيد في المخيمات
في مخيم رحماء بكفر لوسين شمال إدلب، بدأت أجواء العيد بالتحضير المسبق، استيقظ الجميع باكراً لأداء صلاة العيد في المسجد وسط التجمع السكني، وصدحت تكبيرات العيد في الأرجاء، ثم تجمع الأطفال بملابسهم الجديدة، ومنهم من ارتدى أبسط الملابس التي استطاع ذووهم تأمينها لهم، وبدأ الأهالي بتبادل التهاني وزيارة بعضهم البعض.
ينتظر الأطفال أيام العيد بفارغ الصبر، يقول عدد منهم تحدثنا إليهم إنهم “يشعرون بالحماسة والفرحة خلال العيد، فهم بانتظار الهدايا والحلوى والعيديات”، تجتمع العوائل في خيامها البسيطة، ويتبادلون الزيارات، رغم الظروف الصعبة، في مشهد يعكس إصرارهم على الاحتفال بالعيد.
الأضاحي وتوزيع اللحوم
تعد الأضحية إحدى أبرز طقوس العيد، وهي رمز للتكافل الاجتماعي، رغم الفقر وقلة الموارد، يسعى العديد من الأهالي لتنفيذ سنة الأضحية، إذ تُوزع اللحوم على الأسر الفقيرة والمحتاجة داخل المخيمات، ما يعزز مفهوم المشاركة والتضامن بين الجميع.
يتولى عدد من الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية تأمين وتوزيع الأضاحي على نطاق واسع لضمان وصولها لأكبر عدد ممكن من المحتاجين في المخيمات.
التنوع السكاني وتبادل التهاني
تضم مخيمات إدلب تنوعاً سكانياً كبيراً نتيجة التهجير القسري الذي طال سكان العديد من المحافظات السورية مثل حلب، وحمص، وحماة، وريف دمشق. هذا التنوع أضفى طابعاً مميزاً على الاحتفالات، حيث يتم تبادل التهاني بين الأسر المهجرة، تُظهر العلاقات الاجتماعية بين مختلف الفئات المتواجدة في المخيمات تكاتفاً يعكس روح العيد الحقيقية رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها.