في ظل ارتفاع درجات الحرارة ومعاناة الأهالي من ضيق الحال، تغص أرصفة الشوارع في منطقة الكورنيش في إدلب بالعائلات، هرباً من حرارة المنازل المرتفعة ورغبة في الترويح عن أنفسهم خلال أيام العيد.
هذه المساحات العامة باتت بديلاً مجانياً للمنتزهات والمقاهي الخاصة التي تتطلب تكاليف باهظة يعجز الكثيرون عن تحملها.
يفضل الشاب العشريني “بلال” مثل العديد من سكان إدلب، قضاء فترة المساء مع عائلته في الهواء الطلق، يصطحب زوجته وأطفاله الثلاثة على دراجته النارية إلى منطقة الكورنيش، حيث يجلسون على الأرصفة العامة.
يقول “بلال” لـ SY24: إن “الذهاب للجلوس في الكافيهات الخاصة المنتشرة بمنطقة الكورنيش يكلفني أكثر من 200 ليرة ثمناً للمشروبات أو البوظة لأطفالي، وهو مبلغ مرتفع بالنسبة لي لذا أفضّل الجلوس على الأرصفة وتناول مأكولات بسيطة مما توفر في منزلي”.
وفي مشهد يتكرر يومياً خلال أيام العيد، تنتشر العديد من العائلات مثل عائلة بلال على طول الكورنيش وأرصفة الشوارع العامة، يجلبون معهم معدات بسيطة، مثل مدة صغيرة، وعدة الشاي، وبعض البزر، وقليل من حلوى العيد، هذه الجلسات العائلية البسيطة توفر لهم فرصة الاستمتاع بالهواء النقي والابتعاد عن زحمة المدينة وخنقتها، خصوصاً في ظل الموجة الحرارية المرتفعة التي تضرب المنطقة هذه الأيام.
تقول “أم محمد” إحدى السيدات التي التقينا بها على الكورنيش: “نحن هنا نهرب من حرارة البيوت المرتفعة ونستمتع بالنسيم المسائي، الجو هنا ألطف، ونحن لا نحتاج إلى إنفاق الكثير من المال لترويح أنفسنا”.
يبدو أن الكورنيش والأرصفة العامة أصبحت وجهة مفضلة للكثيرين في إدلب، حيث يجدون فيها متنفساً وملاذاً يمكنهم من الاستمتاع بأجواء العيد دون تحمل تكاليف إضافية هم في غنى عنها.
تعد الأرصفة العامة والكورنيش في إدلب ملاذاً مهماً للأهالي، خصوصاً في أوقات الأعياد، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة، إذ توفر هذه المساحات العامة بديلاً مجانياً ومريحاً يتيح للعائلات الترويح عن أنفسهم والاستمتاع بأجواء العيد دون تحمل تكاليف إضافية، هذه الحلول البسيطة تبرز قيمة المساحات العامة كجزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث تجمع الناس وتوفر لهم لحظات من السعادة والراحة.