إدلب.. الأضاحي تغيب في العيد لارتفاع الأسعار

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في كل عيد أضحى، تنتظر “أم محسن” حصصًا من اللحم التي اعتادت على الحصول عليها كل عام من قبل أصحاب الأضاحي الذين يقومون بتوزيع قسم من أضحيتهم على الفقراء من أقاربهم أو أهالي بلدتهم.

تراجعت العملية الشرائية للمواشي بشكل كبير هذا العام، كما انخفضت نسبة عدد المضحين بسبب ارتفاع أسعار الأضحية مقارنة مع الأعوام الفائتة.

“أم محسن”، 41 عامًا، أرملة وأم لخمسة أولاد، تسكن في قرية أورم الجوز جنوبي إدلب. تنتظر على مدار العام عيد الأضحى بفارغ الصبر لتحظى وأولادها بحصص من اللحم تطهو بها عدة وجبات لأولادها بعد عام كامل من انقطاعها عن شراء اللحم.

ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء بشكل كبير خلال هذا العام، حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 360 ليرة تركية، بينما وصل سعر لحم العجل إلى 240 ليرة تركية، وذلك بسبب تصدير قسم كبير من المواشي إلى مناطق النظام والدول المجاورة.

تتبع “أم محسن” طريقة تقليدية في تخزين اللحم لفترة طويلة، لتستخدم كل مرة قسمًا منه في طبخات عدة تتجاوز مدة استخدامها للحم الأضاحي ما يقارب السبعة أشهر.

تحدثنا “أم محسن” عن الطريقة التقليدية التي تتبعها في تخزين اللحم، فتقول: “أقطع اللحم ناعماً، وأضعه على نار متوسطة بعد أن أضيف عليه كمية ملح مضاعفة عن حاجته، وأحرك اللحم بشكل مستمر حتى ينضج، ثم أنتظر حتى يبرد وأضعه في مطربانات زجاجية وأحكم إغلاقها”.

في كل عام، تحظى “أم محسن” بما يقارب 7 كيلوغرامات من اللحم، وذلك بحصولها على حصص متفاوتة الوزن بين النصف كيلوغرام والكيلوغرام، تقوم بشواء قسم منها وتخزن الباقي.

يشكو أهالي الشمال السوري من قلة الأضاحي هذا العام، حيث أدت قلتها إلى حرمان الكثير من أصحاب الدخل المحدود من حصولهم على حصص اللحم.

لم يحصل “أبو نوار”، 34 عامًا، أب لخمسة أولاد، يقيم في قرية سرجه جنوبي إدلب وعامل مياومة في ورشة لقطاف المواسم الزراعية، هذا العيد على حصة لحم واحدة، جميع أهالي قريته وأقاربه لم يتمكنوا من شراء أضحية بسبب ارتفاع أسعارها.

يقول: “منذ أشهر طويلة لم تتناول عائلتي لحم الغنم، كنا على أمل أن نحظى بكمية كافية هذا العيد”.

تعد اللحوم الحمراء من الأطعمة الضرورية لجسم الإنسان، وذلك لاحتوائها على الكثير من الفيتامينات والكالسيوم والزنك التي تساعد على تقوية مناعة الجسم وتعزيز صحة العظام والجهاز العصبي.

مقالات ذات صلة