مع اقتراب عودة حجاج بيت الله الحرام إلى بلادهم وعوائلهم في شمال غرب سوريا، تقوم الكثير من العوائل بتزيين بيوتهم فرحًا بعودتهم سالمين.
تعد عادة تزيين منازل الحجاج من العادات التقليدية القديمة التي ما زالت موجودة لدى الكثير من السوريين، رغم ظروفهم الاقتصادية والأمنية السيئة التي يعيشونها منذ أكثر من عشر سنوات.
بدأت عائلة الحاج “أبو أحمد” بتجهيز منزلها وتزيينه لاستقبال حاجهم، قبيل انتهاء فترة حجه في الحرم الشريف وعودته إليهم.
طلب “أحمد” البالغ من العمر 30 عامًا، ويقيم في قرية بزابور بريف إدلب الجنوبي، من صديقه الدهان أن يقوم بدهان منزل والده مقابل أجور اتفق عليها الطرفان، واشترى عدة علب من الدهان الأبيض، وصبغات مختلفة لدمج الألوان مع بعضها، إضافة إلى زيت النفط وأدوات تستخدم لعملية الدهان.
أصبحت تكاليف دهان المنزل مرتفعة جدًا، وذلك بسبب غلاء مادة الدهان وأدواته وأجور صاحب المهنة.
يقول “أحمد”: إن “منزل والدي المكون من ثلاث غرف متوسطة الحجم كلفه ما يقارب 300 دولار أمريكي”.
لا تقتصر عملية تزيين المنازل على الدهان فقط، فلا بد من رسومات تزين مدخل المنزل كرسومات الكعبة المشرفة والحرم، إضافة إلى كتابة آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو أبيات شعرية.
ينشط عمل الدهانين بشكل جيد خلال فترة عيد الأضحى، وذلك بسبب اعتماد الكثير من عوائل الحجاج على تزيين بيوتهم ودهانها، كما جرت العادة منذ زمن طويل تعبيرًا عن فرحهم بقدوم الحاج.
عاد “أبو مصعب” البالغ من العمر 45 عامًا، وهو أب لخمسة أولاد، يقيم في قرية معلي جنوبي إدلب، من لبنان ليفتتح محلًا خاصًا بالدهان ويمارس مهنته التي أتقنها منذ أكثر من عشرين عامًا.
يقول “أبو مصعب”: إن “العمل هنا قليل جدًا، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد والأجور التي تفوق قدرة المواطن صاحب الدخل المحدود”.
يعيش السوريون طقوسًا خاصة ومميزة احتفالًا بعودة حجاجهم، تبدأ تلك الطقوس منذ أولى لحظات استقبالهم وتستمر قرابة الشهر.