أطلق فريق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” تحذيرات هامة من خطر السباحة في بعض المناطق شمال سوريا، مؤكدا أن حوادث الغرق باتت جرحاً نازفاً في كل فصل صيف.
ولفت إلى أنه منذ بداية موسم الصيف، حصدت حوادث الغرق أرواح عدد من المدنيين في الشمال السوري تاركةً خلفها جرحاً نازفاً لا يندمل.
حيث فقدت المنطقة خلال الأسابيع الماضية طالبًا على أبواب التخرج من كلية الطب وطفلاً بمياه عين الزرقاء.
وذكر أحد المتطوعين (منقذ مائي) في الدفاع المدني السوري، أن هذه الحوادث ليست استثنائية، بل تتكرر كل عام مع حلول فصل الصيف، تاركةً وراءها مآسي إنسانية لا حصر لها.
وأشار إلى أنه خلال عمله كمنقذ مائي مر عليه العديد من المواقف لعائلات تحولت طلعتها من فرح وبهجة إلى حزن وموت، بسبب حوادث الغرق.
وحذّر المنقذ المائي من مخاطر السباحة في الأنهار والسواقي والبحيرات والسدود في الشمال السوري، مؤكدًا على أنها ليست أماكن مناسبة للسباحة على الرغم من جمالها الباهر.
وأفاد بأن طبيعة هذه المسطحات المائية وخاصةً طبيعة قاعها ومياهها، تُشكل خطرا كبيرا على حياة السباحين حتى لو كانوا سباحين متمرسين.
وذكر أنه شاهد الكثير من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تُروج لجمال هذه المسطحات المائية دون ذكر خطرها على الأرواح، حسب تعبيره.
ووجّه المنقذ المائي نصيحة لكل إنسان، بعدم المخاطرة أو محاولة التحدي وإثبات مهاراته في السباحة، داعياً الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية والاهتمام بأطفالهم وعائلاتهم والالتزام بالإرشادات وعدم السباحة في هذه المناطق.
وحذّر فريق الدفاع المدني السوري مجدداً من السباحة في جميع المسطحات المائية في شمال غرب سوريا، بما في ذلك سواقي المياه في عفرين وسهل الروج وبحيرة ميدانكي، ونهر الفرات ونهر العاصي ونبعة عين الزرقاء، وغيرها من المسطحات المائية.
وناشد فريق الدفاع المدني السوري جميع الأهالي بمنع أطفالهم من السباحة في هذه المسطحات المائية، حفاظًا على سلامتهم وحماية أرواحهم.
وقال الحقوقي عبد الناصر حوشان، وهو من أبناء الشمال السوري لمنصة SY24: “نعم وللاسف مع قدوم الصيف من كل عام تكثر حوادث الغرق في الأنهار والبرك أو خطوط الري، بسبب هروب الناس من حرّ الصيف إلى هذه الأنهار للتخفيف من شدة الحرارة عبر السباحة في مياهها”.
وأضاف أن “أغلب حوادث الغرق هي إما لأطفال وإما لاشخاص لا يجيدون السباحة وعدم معرفتهم بكيفية التعامل مع المشكلات التي قد تعترضهم أثناء السباحة، كتيارات المياه الجارفة أو دوارات المياه، وكذلك تجاوز الشواطئ والتي يكون منسوب المياه فيها قليل بما يمكنهم من السباحة بأمان والدخول إلى أعماق الأنهار والبحيرات”.
وتابع، أنه “لتلافي هذه الحوادث نحتاج إلى زيادة التوعية من خلال منظمات المجتمع المدني والإعلام وتوفير منقذين في المناطق التي يقصدها الناس ووضع إرشادات للناس تبين كيفية السباحة وحدود مجال السباحة”.
يشار إلى أن فريق الدفاع المدني انتشل في أول 7 أشهر من العام الماضي، 19 حالة وفاة غرقاً في المسطحات المائية بشمال غربي سوريا.