تشهد مدينة السويداء جنوب سوريا منذ عدة أيام أحداثاً أمنية متسارعة، تمثلت بنصب حاجز أمني، اليوم الأحد، بالقرب من مفرزة المخابرات الجوية في مدخل المدينة الشمالي.
كما شوهدت ليلة أمس حافلات كبيرة تحمل غرف مسبقة الصنع، وعدد من العناصر الأمنية المسلحة تتمركز في المكان، وسط أنباء عن تحضيرات لإنشاء نقطة تفتيش جديدة، بحسب شبكات محلية.
وتأتي هذه التطورات الأمنية في ظل قضية اختفاء الشيخ رائد المتني أحد وجهاء المدينة، في ظروف غامضة منذ يوم الجمعة الماضي، قبل أن يتم الإفراج عنه مساء السبت بعد احتجاز مجموعات محلية من أبناء المدينة لعدد من ضباط وعناصر النظام السوري للضغط للإفراج عنه.
وشغلت حادثة الشيخ المتني الشارع في محافظة السويداء، حيث تضاربت الأنباء حول ملابسات اختفائه.
وتحدثت عائلته في بيان سابق عن تعرضه لخطف وابتزاز، متهمة جهات أمنية باختطافه و”فبركة صور” له، مؤكدة أن الحادثة تأتي في “سياسة ممنهجة ومكشوفة لدى الأحرار”.
وقد أثار اختفاء الشيخ المتني والإفراج عنه لاحقاً حالة من التوتر والاستياء بين أهالي السويداء، الذين عبروا عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار كثير من أبناء المحافظة بأصابع الاتهام إلى أفرع النظام الأمنية مع أعوانهم بالوقوف وراء حادثة الخطف، وربطوا بين الحادثة بتعيين المحافظ الجديد التابع للنظام السوري.
ووصف ناشطون ومن بينهم الإعلامي والناشط الحقوقي محمود الحموي لمنصة SY24، ما يجري في السويداء بأنه “سياسة ممنهجة” من قبل النظام السوري لـ “كسر إرادة” أهالي المنطقة وإخضاعهم وترهيبهم.
وطالبوا بالتحقيق في حادثة اختفاء الشيخ المتني وكشف ملابساتها، كما دعوا إلى توحيد الجهود لمواجهة الانتهاكات الأمنية المتصاعدة.
وتبقى الأوضاع في السويداء مرهونة بتطورات الأحداث على الأرض وبردود الفعل الشعبية على هذه التطورات.
وتشير بعض المؤشرات إلى أن التوتر في المدينة قد يتصاعد في الأيام القادمة، خاصة في ظل حالة الاحتقان التي يشعر بها أهالي السويداء من الممارسات الأمنية للنظام السوري، بحسب الحموي.
يذكر أن أجهزة النظام الأمنية سبق لها اعتقال عدة شبان من محافظة السويداء خلال الأشهر الماضية بشكل تعسفي، ثم تقوم بالإفراج عن عدد منهم تحت الضغط والتهديد واحتجاز شخصيات أمنية من قبل أهالي المحافظة، بحسب ما يؤكد عدد من ناشطي السويداء لمنصة SY24.
ووسط كل ذلك، يواصل النظام السوري ممارساته القمعية ضد المتظاهرين الرافضين لحكمه في مدينة السويداء جنوب سوريا، وذلك من خلال افتعال أحداث أمنية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.