حرائق الشمال السوري.. تحديات متزايدة وخسائر فادحة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تشكل حوادث الحريق المتكررة تحديًا كبيرًا يواجه الأهالي في الشمال السوري، مما يتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، إذ تعاني المنطقة من انعدام وسائل الأمن والحماية، مع استمرار الحرائق والانفجارات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

مع بداية موسم الحصاد، شهدت المنطقة ارتفاعًا غير مسبوق في معدل الحرائق بسبب طبيعة العمل وارتفاع درجات الحرارة، هذه الحرائق أدت إلى خسائر مادية كبيرة للمزارعين، خاصة مع امتدادها لمساحات واسعة في حال عدم السيطرة عليها وإخمادها.

وفي السياق أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري اليوم حريقاً اندلع في إحدى محطات تكرير الوقود البدائية بقرية ترحين شرقي حل، وذكر مراسلنا أن سبب الحريق يعود إلى طبيعة العمل وانثقاب محطة التكرير جراء درجات الحرارة العالية.

كما استجابت الفرق للحادث وتأكدت من عدم وقوع إصابات، وسط استمرار المخاطر الكبيرة التي تواجه المدنيين والعمال في هذه المحطات.

ويوم أمس الاثنين، اندلعت 12 حريقاً في مناطق متفرقة من شمال غربي سوريا، اثنان منها في أماكن حراجية غربي إدلب، وآخر في قرية سوركي بناحية راجو في ريف عفرين، وحريق في أرض محصودة في قرية النحل بالقرب من بلدة محمبل، وحريق في أشجار مثمرة بمدينة الأتارب، وثلاثة حرائق في الأعشاب اليابسة في سردين والبردقلي في ريف إدلب. الليلة الماضية، أخمدت الفرق حريقًا مجهول السبب في منزل بمدينة معرة مصرين شمالي إدلب، واقتصرت الأضرار على المادية.

منذ بداية العام الحالي وحتى 23 حزيران، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لأكثر من 67 حريقًا في محطات تكرير الوقود البدائية في شمال غربي سوريا، مما أدى إلى إصابة 4 مدنيين بحروق وحالات اختناق.

كما استجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2024 حتى نهاية شهر أيار لـ 1023 حريقاً في شمال غربي سوريا، كان منها 293 حريقاً في منازل المدنيين، و283 حريقاً في الحقول الزراعية، 83 حريقاً في المخيمات، و 59 حريقاً في محطات تكرير الوقود البدائية، و17 حريقاً في الأحراش والغابات، و 7 حرائق في محطات الوقود، وتسببت هذه الحرائق بوفاة 3 مدنيين بينهم طفلان، وإصابة 84 مدنياً بينهم 35 طفلاً و 16 امرأة بحالات حروق واختناق.

وفي حديث خاص مع “ياسر ننه” متطوع في الدفاع المدني السوري، وجه عدة نصائح للمدنيين لتجنب الحرائق، أهمها إبعاد مصادر النيران والوقود عن الأطفال في المنازل والمخيمات، الالتزام بإجراءات الأمن والسلامة من الحرائق، فصل ألواح الطاقة الشمسية عن البطاريات في وقت الذروة، والتأكد من التوصيلات الكهربائية وتفقدها بشكل دوري، وعدم إشعال النيران بالقرب من الخيام، وإبلاغ فرق الدفاع المدني فور حصول حريق ولو كان صغيراً .

وحذر المدنيين من إشعال الحرائق في المناطق القريبة من المحاصيل الزراعية أو الغابات والأعشاب اليابسة والأحراش وخاصةً في فترة اشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة، وضرورة اتخاذ اجراءات عالية الأمن والسلامة في المخيمات والمنازل.

تستمر الحرائق والسيول والأمراض في تهديد حياة المدنيين في الشمال السوري، في ظل تراجع كبير في الاستجابة الإنسانية وفقدان سبل العيش، بعد أكثر من 13 عامًا على حرب النظام وروسيا، يعاني السكان من انعدام الآمال بحلول تضمن حماية المدنيين وعودة المهجرين.

مقالات ذات صلة