رأى عضو “لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” أن قرار انسحاب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” من الاتفاق النووي مع إيران، سيكون له تأثيرات ايجابية بالنسبة للشعب السوري والمنطقة عمومًا.
وقال “موسى أفشار” في لقاء خاص مع SY24: إن “أي خطوة باتجاه لجم النظام الإيراني وتقييد تمدده على حساب البلدان العربية والشعوب العربية الشقيقة سيكون له تأثيرات مهمة، خاصة وأن الانسحاب الأمريكي سيليه عقوبات كانت قد رفعت عن هذا النظام منذ عام 2015 وبالتالي فإن تلك العقوبات ستعود خلال ثلاثة أشهر”.
وأكد “أفشار” أن العقوبات الأمريكية لن تنحصر بالنظام الإيراني وحسب، بل ستشمل جميع الشركات والأطراف التي تتعامل معه، وبالتالي فإنه سيواجه قريبًا ضائقة مالية كبيرة ستنعكس على تمويله للميلشيات الإيرانية التي تدعم “نظام الأسد المجرم” في سوريا أيضًا، مضيفًا أنه لولا دعم النظام الإيراني لبشار الأسد “المجرم” لكان الأمر مختلفاً تمامًا ولكان حكم هذا المجرم انتهى قبل عام 2015، وفقاً له.
واعتبر “أفشار” أن النظام الإيراني يواجه اليوم مشاكل داخلية كبيرة، لأنه وقبل أن تندلع الانتفاضة الأخيرة في إيران كان يواجه مشكلة في التعبئة البشرية، لذلك التجأ للاجئين الأفغان والباكستان لتجنيدهم ضمن لواء “فاطميون وزينبيون” وغيرها من الميليشيات من خلال دفع الأموال والرواتب لها، وبالتالي فإذا تقلصت هذه الإمكانيات المادية فإنها ستؤثر على عمله العسكري وتمويل ميلشياته.
كما أن النظام الإيراني، بحسب “أفشار” يختلف اليوم عما كان عليه في السابق، فأي تدخل عسكري ينوي القيام به عليه أن يحسب ألف حساب لأن ميزان القوى لم يعد كما كان قبل عام 2015 وقبل الاتفاق النووي، ما أدى لتراجع مكانته السياسية بشكل كبير جدًا في ميزان القوى، وبالتالي فإن مجمل حصيلة تلك الأمور تصبّ في صالح الشعب السوري.
ولفت “أفشار” إلى أن السياسة الجديدة وانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، سحبت كل التنازلات التي قدمت لإيران عقب توقيع الاتفاق معه، خاصة وأن السياسة الجديدة باتت على قناعة تامة بأنه لا بد من التصدي لهذا النظام، فدول المنطقة لا تعيش في حالة السلم والهدوء أو الاستقرار الأمني بسبب النظام الإيراني، لذا بات هذا النظام في حالة لا يمكن احتمالها من الناحية الإقليمية والدولية.
وبيّن المعارض الإيراني، أن نظام إيران وطيلة ثلاثة عقود كان يحاول أن يُظهر للغرب أن سياسته تتماشى مع السياسة الغربية، ليتضح فيما بعد أن ذلك لم يكن سوى كذبة كان يقف وراءها هذا النظام من أجل أن يمدد سلطته ويعزز حروبه على حساب الشعب اليمني والعراقي والسوري وفي كل البلدان العربية الأخرى، وأشار إلى أن سياسة المهادنة والمسايرة الغربية للنظام الإيراني على مدى أكثر من ثلاثة عقود كانت حصيلتها تمدد نفوذ هذا النظام في المنطقة.
وفي وقت كان فيه النظام الإيراني قد اعتاد التكيّف خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي، على العديد من التنازلات التي قدمت له، خاصة وأن العقوبات قد رفعت وانتهت ورفع الحظر عن الأصول المجمدة للنظام بمقدار 150 مليار دولار، كما أنه استفاد من غياب أي نوع من الرقابة الدولية، إلا أن كل ذلك ليس من أجل صالح الشعب الإيراني الذي يعاني، بل استخدم هذه الأموال وهذه التنازلات لتمويل ميلشياته الطائفية والتمدد على حساب الشعوب في بلدان المنطقة.
ويرى “أفشار” أن النظام الإيراني بات اليوم في حالة تخبط شديدة، كونُه لم يكن يتوقع أن تنتهي تلك “الفرص الذهبية” بالنسبة له وتلك التنازلات التي كان يستفيد منها دون قيد أو شرط أو حتى أن يتعرض لعقوبات، وهذا التخبط بدت انعكاساته واضحة على تفاهم الصرعات الداخلية، فروحاني مباشرةً وبعد إعلان الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي خرج على الشاشة وقال: إنه على رغم الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي نحن نبقى في الاتفاق سعيا مع الأطراف الأوروبية.
ولفت في السياق ذاته، إلى أنه وبعد خطاب روحاني الذي جاء بعد خطاب ترامب خرج “علي خامنئي” مرشد النظام، أمس، ليقول: “إنني لا أثق بالدول الأوروبية”، في تضارب صارخ مع كلام روحاني أول أمس.
وأضاف “أفشار” بأن العالم كله يعرف بأنه لا قيمة لهذا الاتفاق في ظل غياب الطرف الأمريكي، وبالتالي فإن بقاء الآخرين والأطراف الأوروبية لا يعني كثيرًا بالنسبة للاتفاق، خاصة وأن أمريكا أعلنت بأن العقوبات لن تشمل النظام الإيراني فقط بل ستكون سارية ضد جميع الأطراف التي ستتعامل معه، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن عهد النظام الإيراني قد انتهى ودخل عهدًا جديدًا هو عهد مواجهات العقوبات لوحده، وبالتالي فإن الدول الأوروبية وحتى روسيا ليست مستعدة للتضحية بمصالحها مع العالم وأمريكا وأوروبا من أجل النظام الإيراني.
ومع تسارع تلك الأحداث لفت “أفشار” الانتباه إلى أنه يجب على الأخوة السوريين الأخذ بالحسبان اليوم أن الأمور قد اختلفت وأنه بعد اندلاع “الانتفاضة المباركة في ايران” في28 ديسمبر 2017، فإن أموراً كثيرة قد تغيرت، والنظام على الرغم من أنه مستمرٌ في الحكم؛ لكنه ليس كما كان قبل 28 ديسمبر 2017 ، لأن هذا النظام أصبح في معترك مع الشعب الإيراني، وهو معترك مستمر وليس بإمكان النظام ولن يستطيع إخماد الانتفاضة هذه المرة كون الحالة المعيشية وصلت لحد العظم، وضاق الشعب الإيراني ذرعًا، وبالتالي بات هناك مقاومة وقيادة منظمة تنظم الحراك الشعبي ولن يستطع النظام إخماد هذه المظاهرات التي تندلع في كثير من المناطق الإيرانية.
كما أن هناك نقطة أخرى، وهي أن النظام الإيراني وبعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، انخفضت قيمته ومكانته، وبات أقرب الحلفاء لا ينظرون إليه كما كانوا ينظرون إليه قبل إعلان أمريكا انسحابها من الاتفاق مع إيران.
الكثير من المعادلات قد تغيرت بالنسبة للنظام الإيراني، يضاف إلى ذلك أن أي استعداد وأي إمكانية احتمال دخول النظام الإيراني في حالة حربية يترتب عليه أن يحسب ألف حساب، كون الوضع الداخلي المرشح للغليان وللانتفاضة الكبيرة المرتقبة، وأيضا الظروف الإقليمية الدولية، لن تجعل هذا النظام يرحب بكل سهولة بالمواجهات العسكرية التي لا تحمد عقبها بالنسبة له.
على الثوار السوريين والمعارضة الإيرانية ممثلة بالمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق الاستفادة من كل تلك المتغيرات بعد الانسحاب الأمريكي من اتفاقها النووي مع إيران.