مع تفاقم موجة الحر الشديد في مدينة الحسكة، شمالي سوريا، يزداد قلق السكان مع انخفاض حاد في منسوب مياه الآبار التي تغذي نحو مليون نسمة.
ويعتمد الأهالي الذين باتت أزمة المياه هاجسهم الأكبر، على آبار منطقة الحمة التي تبعد 15 كم شمالي الحسكة، حيث تعمل الصهاريج على مدار الساعة لنقل المياه.
من جهتها، حذّرت مديرية مياه الحسكة من انخفاض حاد في منسوب مياه الآبار المحيطة بالمدينة خلال الأيام الأخيرة.
وأوضح مسؤول في المديرية أن نسبة المياه في الآبار كانت سابقا 30% فارغ و70% ممتلئ، بينما انعكست النسبة خلال الأيام العشرة الماضية لتصبح 70% من الآبار فارغة.
ويُنذر هذا الانخفاض المتسارع بمخاطر كارثية، حيث قد تجف آبار الحسكة في القريب العاجل، مما يهدد بقطع إمدادات المياه عن مئات الآلاف من العائلات، وفق عدد من المهتمين بملف المياه في المنطقة.
ويواجه السكان صعوبات كبيرة في الحصول على المياه، حيث قال صاحب صهريج في الحسكة إنهم لا يستطيعون تأمين المياه بشكل دائم بسبب الازدحام الشديد على الآبار، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
وتشير التقديرات إلى أن سعر خزان المياه سعة 5 براميل قد وصل إلى 30 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ باهظ لا يتحمله الكثير من الأهالي، بحسب تعبيرهم.
ووسط كل ذلك، يُطالب السكان الجهات المسؤولة بوضع حلول عاجلة لمعالجة أزمة المياه، بدلاً من الاكتفاء بتحذيرات قد لا تُجدي نفعاً، حسب رأيهم.
وتتنوع الحلول المقترحة بين حفر آبار جديدة في مناطق أخرى، وإصلاح محطة علوك التي تغذي المدينة بالمياه، أو حتى البحث عن بدائل أخرى تخفف من معاناتهم.
وحول ذلك، قال الناشط أبو عبد الله الحسكاوي أحد سكان المنطقة الشرقية لمنصة SY24: “يُضاف إلى مخاطر انقطاع المياه، مخاطر صحية جسيمة تنتج عن نقص النظافة الشخصية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأمراض المعدية”.
ورأى أن “مسؤولية معالجة هذه الأزمة على عاتق جميع الجهات المعنية من حكومة محلية ومنظمات دولية، لضمان توفير حلول سريعة ودائمة تضمن حصول سكان الحسكة على حقهم في الحصول على المياه وتجنيبهم كارثة إنسانية محققة”.
وإلى جانب أزمة المياه، تُعاني المنطقة من نقص حاد في مادة المازوت والكهرباء، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، مما يُفاقم من معاناة الأهالي ويُثقل كاهلهم.
ويعاني الفقراء بشكل خاص من صعوبة الحصول على المياه من خلال شراء صهاريج المياه، وذلك لعدم توفر الكهرباء والمياه في منازلهم، لافتين إلى شعورهم بالإهمال من قبل المسؤولين المحليين الذين لا يُصغون لمطالبهم ولا يُبذلون أي جهد لحل مشاكلهم.