عاد “أبو سعد” ليفتح معمله المخصص لصناعة المثلجات في مدينة أريحا، بعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات، بسبب اعتزاله المهنة نتيجة الأوضاع الأمنية السيئة التي شهدتها المنطقة منذ بداية الحرب في سوريا حتى الآن.
المثلجات: هي حلوى مجمدة معدة بشكل أساسي من الحليب والسكر والماء والفواكه وبعض النكهات الأخرى، وتعد المثلجات من المأكولات الصيفية المفضلة لدى الصغار والكبار، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
“أبو سعد” رجل أربعيني وأب لطفلين، يسكن في مدينة أريحا جنوبي إدلب، وصاحب معمل لصناعة المثلجات فيها، بعد الحملة العسكرية الأخيرة عام 2020، قام بنقل معدات معمله إلى منطقة قريبة من الحدود التركية خوفاً من وصول النظام إلى منطقته والسيطرة عليها.
في بداية فصل الصيف العام الماضي، أعاد “أبو سعد” معدات معمله إلى أريحا، ليبدأ عمله من جديد ويقوم بصناعة البوظة بأنواعها المختلفة والكثيرة، وتوزيعها على المحلات التجارية في المدينة وريفها.
تتميز محافظة إدلب بصناعة “البوظة السراقبية”، التي تُعرف بطعمها الرائع والمحبب لدى جميع زواقها، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى أول صانع لها الذي ينتمي إلى تلك المدينة.
يحدثنا “أبو سعد” عن هذه البوظة، فيقول: إن “صناعتها قريبة من البوظة العربية، تقدم مع الهيطلية والحليب البارد، وتزين بالفستق الحلبي المبروش”.
انتقلت الكثير من المأكولات التراثية والشعبية المعروفة بأسماء المحافظات المشهورة بها إلى مدينة إدلب، خلال حملة التهجير القسري التي طالت غالبية المحافظات السورية.
“أكرم جباس”، 35 عاماً، مهجر من دمشق يقيم في مدينة إدلب منذ أكثر من ست سنوات، افتتح محلاً خاصاً لصناعة بوظة “بكداش” المشهورة بسوق الحميدية في العاصمة دمشق، لتكون مصدر رزق له بعد تهجيره من بلده وحرمانه من عمله في صناعة البوظة التي أتقن صناعتها من صغره.
يقول: إن “افتتاح بوظة بكداش في إدلب لاقى إقبالاً جيداً من الأهالي وبشكل خاص أهالي دمشق المهجرين من بلادهم”.
تنتشر في إدلب أنواع مختلفة من البوظة ينسب كل نوع إلى المحافظة التي نقل منها، كالبوظة المشوية والبوظة على الصاج المشهورتين في محافظة حمص، والبوظة العربية المعروفة بها محافظة حلب، إضافة إلى بوظة بكداش التي عرفت بها دمشق منذ سنوات طويلة.