تشهد المناطق الشرقية من سوريا موجة حر شديدة أدت إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات المرضية التي تستقبلها المستشفيات يومياً.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى السلام بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، أن المستشفى يستقبل عشرات الحالات المرضية يومياً منذ بدء ارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح أن الحالات المرضية المستقبلة تتنوع بين التسمم والتهاب الأمعاء الحاد والجرثومي، مشيراً إلى أن هذه الأمراض تصيب جميع الفئات العمرية من أطفال وشباب وكبار السن.
وحذّر المصدر الطبي من ظهور نوع جديد من الفيروسات هذا العام، يشبه فيروس “كورونا” ولكن بأعراض أخف، حيث يتسبب في ارتفاع حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية، مصحوباً بالتعب والإرهاق وأعراض هضمية وإسهال وآلام في البطن والصدر.
وأكد أن الظروف المعيشية الصعبة، مثل قلة المياه في المنازل وانقطاع التيار الكهربائي، تساهم بشكل كبير في انتشار هذه الأمراض بين السكان، لافتا إلى أن عدد الحالات المرضية قد تضاعف بشكل كبير مقارنة بالمعدل السنوي المعتاد.
وفيما يتعلق بعلاج هذه الحالات، أوضح المصدر الطبي أنه يتم السيطرة على معظم الحالات المرضية خلال يومين من العلاج، وذلك من خلال إعطاء الأدوية المناسبة وتعويض السوائل للمرضى.
ودعا المواطنين إلى توخي الحذر وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات النهار الحارة، وزيادة استهلاك المياه للوقاية من الجفاف والأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة.
كما ناشد الجهات المعنية بضرورة تحسين الخدمات الأساسية، خاصة توفير المياه النظيفة والكهرباء، للحد من انتشار الأمراض في ظل هذه الظروف المناخية الصعبة.
وحول ذلك، أنذر الناشط “عبد المنعم المنبجاوي” من خطورة موجة الحر على السكان شرقي سوريا على وجه الخصوص، كون درجات الحرارة تتخطى الـ 45 درجة، مؤكدا تسجيل عدة حالات إصابة بضربة شمس في مناطق متفرقة شرق سوريا.
وطالب “المنبجاوي” المنظمات الإغاثية والطبية تفعيل دورها وتوعية المدنيين وخاصة من يقطن في المخيمات من خطر التعرض لأشعة الشمس في هذه الفترة، معرباً عن مخاوفه من حدوث حالات وفيات خصوصا بين الأطفال أو كبار السن، وفق تعبيره.
وقبل أيام كذلك، نادت مصادر طبية أخرى بضرورة حماية الأطفال بشكل خاص من خلال منعهم من الخروج في ساعات الظهيرة الحارقة وارتداء الملابس الخفيفة الفاتحة اللون، إضافة إلى تناول كميات كافية من الماء.
وأكدت التقارير الطبية على أن الإهمال في اتباع هذه الإجراءات الوقائية قد يُعرض الأطفال لخطر الإصابة بضربات الشمس، والتي قد تُسبب مضاعفات صحية خطيرة وحتى الوفاة في بعض الحالات.