ماء زمزم والتمر.. هدايا الحجاج عادات مستمرة في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بعد أن أدى الحاج “أبو مصطفى” فريضة الحج في بيت الله الحرام، يعود إلى أهله حاملاً في حقائب سفره هدايا كثيرة محددة لكل فرد من أسرته.

تعد هدايا الحاج من أهم العادات القديمة التي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا، لكنها قلت بشكل كبير نتيجة الوضع الاقتصادي الذي يعانيه الحاج وارتفاع أسعار الهدايا في الأسواق السعودية.

“أبو مصطفى” رجل سبعيني، أب لخمسة أولاد، مقيم في جبل الزاوية جنوبي إدلب، باع قطعة أرض بمساحة 3 دونمات بسعر 6 آلاف دولار أمريكي، 5 آلاف دفعها رسوم تسجيله على الحج والألف الباقية مصروف شخصي له أثناء إقامته في السعودية.

يقول: “ألف دولار تكاد تكفي أجور مواصلات وطعام وشراب وأدوية”.

عاد قبل أيام من الحرم الشريف ولم يحمل في يديه سوى قطع معدودة وصغيرة لزوجته وأولاده وأحفاده فقط، يقول: “الهدايا في السعودية غالية جداً، والمبلغ الذي أحمله لا يكفي ثمن هدايا لكل الأحبة”.

تحدد الجمارك في مطارات السعودية والتركية وزن حقائب الحاج، ألا تتجاوز الثلاثين كيلوغراماً، وهذا أيضاً من أهم الأسباب التي أجبرت الحجاج على تحديد كمية الهدايا، واقتصارها على ماء زمزم وبعض التمور والهدايا الصغيرة كالإكسسوارات والمساويك والسبح.

يشير الحاج “وحيد” 74 عاماً، مقيم في جبل الزاوية، إلى أن السعودية حددت لكل حاج 5 لترات من ماء زمزم، مما اضطره إلى وضع قوارير ماء صغيرة الحجم بين ملابسه.

قديماً، وقبل عشرين عاماً، كانت قوانين السعودية المرتبطة بالحجاج أكثر يسراً من الآن بكثير. تستذكر “هنادي” 46 عاماً، هدايا والديها عندما عادا من الحج في عام 2002 فتقول: “عباءة خليجية، وإكسسوارات كثيرة بعضها من العقيق وبعضها الآخر من الأحجار الكريمة، إضافة إلى السبح وسجادة الصلاة واللحاف السعودي”.

تنشط حركة حياكة سجادات الصلاة قبيل عيد الأضحى لتطرح في أسواق مدن الشمال السوري، حيث يقوم أهالي الحاج بشرائها وتقديمها كهدايا للضيوف المهنئين بعودتهم.

اشترى “عبد الله” 45 عاماً، 70 سجادة صلاة، وأكثر من مئة سبحة رجالية ومثلها نسائية، إضافة إلى السواك، وبعض الأقمشة، والإكسسوارات وألعاب الأطفال، تجهيزاً لتقديمها للضيوف مع اقتراب موعد عودة والده.

تعد ماء زمزم والرطب أو التمر السعودي من أهم أنواع الضيافة التي تقدم للضيوف، حيث يخصص لكل ضيف كأساً صغيراً من ماء زمزم وعدة تمرات، إضافة إلى القهوة العربية. يشير “عبد الله” إلى أنه لم يتمكن من شراء راحة الحجاج المحشوة بالفستق الحلبي لغلاء ثمنها، فاستبدلها بالتمر والقهوة فقط.

يسعى الكثير من أسر الحجاج للمحافظة على عادات وتقاليد منطقتهم رغم الظروف الأمنية والاقتصادية السيئة التي يعانون منها.

مقالات ذات صلة