حالة استياء وغضب كبيرين أثارهما إعلان المجلس المحلي في مدينة الباب قبل عدة أيام بشأن افتتاح معبر “أبو الزندين”، الذي يربط بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة النظام كمعبر تجاري، حيث عبر ناشطون وفعاليات ثورية عن رفضهم القاطع لهذه الخطوة، معتبرينها خيانة للدماء التي سالت من أجل الحرية والكرامة، ويعزز من موارد النظام السوري المنهك بالعقوبات الدولية.
وأكد النشطاء الذين تحدثنا إليهم أن أي افتتاح لمعبر تجاري مع النظام يمثل دعمًا اقتصاديًا له، ويعد خيانة للثورة، معتبرين ذلك مصالحةً علنية مع من سفك دماء السوريين وهجرهم، واحتل مناطقهم منذ عشر سنوات.
وأشار أحد الناشطين إلى أن هذه الخطوة قد تسهم في تخفيف الأزمة الاقتصادية المفروضة على النظام، وفتح بوابة جديدة له لتهريب المخدرات إلى الشمال السوري، ووصول كميات كبيرة من الحبوب والمواد الممنوعة عبر السماسرة والتجار المستفيدين من هذا الافتتاح والمرتبطين بشكل مباشر مع النظام.
وخرجت مظاهرات عديدة في كثير من مناطق شمال غربي سوريا للتعبير عن رفضهم لافتتاح أي معبر مع النظام، وإحباطهم لأي عملية تسوية أو مصالحة.
وفي مقابلة خاصة مع الصحفي والمحلل السياسي “مصطفى النعيمي” لموقع SY24 بشأن هذا الموضوع، اعتبر أن إعادة فتح معبر أبو الزندين في هذا التوقيت، وتزامن ذلك مع الحديث عن التقارب التركي السوري وعمليات التطبيع العربية مع النظام السوري، تشير إلى وجود مشروع دولي غير معلن يهدف إلى تعويم النظام الحالي بسبب عدم القدرة على إيجاد بديل، مؤكداً أن هذا المشروع يسعى للحفاظ على النظام كخيار أفضل وفق تقييماتهم والاستفادة من الخدمات التي يقدمها.
وشدد على أن مطالب النظام السوري لم تنبع منه، بل هي مطالب روسية منذ تدخل روسيا، كما هو الحال مع إعادة البندقية إلى يد الدولة السورية، وأوضح أن هذه المطالب تعكس استمرارية المشروع الروسي، رغم وجود اختلافات تكتيكية مع دول الجوار، كما حدث في التسويات القسرية في الجنوب السوري.
وأشار إلى أن هناك مناخ دولي يسعى لإعادة تعويم النظام، ورغم وجود تيار قوي في واشنطن يطالب بزيادة العقوبات على النظام السوري، مثل قانون قيصر، إلا أن هذا القانون قد يشمل المناطق التي يسعى النظام لإعادة إحيائها عبر البوابات التجارية، مما سيسهم في تنشيط الاقتصاد ويعد شريان حياة جديد للنظام.
وفيما يتعلق بتوقعاته للمرحلة القادمة، أوضح أن “وجود الولايات المتحدة في الجغرافيا السورية يُعطل إنجاز أي حلول لا تتوافق معها، مما يجعل بقاء مناطق خارج سيطرة النظام حالة مستمرة من عدم تحقيق الرؤى الروسية، بما أن النظام السوري يُعتبر مجرد أداة لتحقيق الأهداف الروسية والإيرانية وليس قوة حاكمة فعلية بل مجرد أداة سياسية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الدولية.”