اندلع حريق حراجي في محيط قرية الدرية بريف دركوش غربي إدلب، أمس الأحد 30 حزيران، حيث توجهت فرق الدفاع المدني إلى المكان لمكافحة النيران، إلا أن طبيعة المنطقة الجبلية ووعورتها، إضافة إلى اشتداد سرعة الرياح، جعلت المهمة بالغة الصعوبة.
وفي حديث خاص مع “عبد الكافي كيال” متطوع في الدفاع المدني السوري، أكد لمراسلتنا أن شدة الرياح وتضاريس المنطقة الوعرة زادت من خطر انتشار الحريق في المنطقة وواجهت فرق الإطفاء تحديات كبيرة خلال تصديها للنيران والسيطرة عليها.
وأضاف، أن ألسنة اللهب المرتفعة زادت من صعوبة المهمة، بينما استمرت فرق الإطفاء في محاولات إخمادها وسط ظروف صعبة ، إذ توسعت رقعة النيران بشكل سريع بسبب الرياح القوية، ما جعل السيطرة على الحريق أكثر تعقيدًا.
حيث تمكنت فرق الدفاع المدني بعد أكثر من 6 ساعات من العمل المتواصل من إخماد الحريق مساءً، بمشاركة 74 متطوعاً، و6 سيارات إطفاء، و4 ملاحق للتزويد بالمياه، وجرافة، و7 سيارات خدمة، وسيارتي إسعاف. ولا تزال الفرق تعمل على تبريد المكان وتأمينه لمنع اندلاع الحريق مجددًا.
يذكر أن تضاريس المنطقة الوعرة واشتداد الرياح وظلام الليل وانتشار النيران على مساحة واسعة، كانت عوامل صعبت مهمة فرق الإطفاء، لكنها لم تجعلها مستحيلة حسب ما أكده “الكيال”.
وسبق لفرق الدفاع المدني السوري أن أخمدت حريقاً آخر يوم الجمعة الماضي في حرش بالقرب من قرية حج حسنلي في ريف جنديرس شمالي حلب، حيث استمر العمل لمدة 18 ساعة متواصلة.
وحذر ناشطون من خطورة الحرائق في تهديد البيئة والمناخ، إذ تعتبر الحرائق الحراجية من أكبر المخاطر التي تهدد البيئة والمناخ، فهي تتسبب في تدمير مساحات واسعة من الغابات والموارد الطبيعية، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وتدهور التربة وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة بالإضافة إلى ذلك، تتسبب الحرائق في تلوث الهواء وانتشار الأمراض التنفسية بين السكان.
إذ يؤدي التغير المناخي إلى زيادة احتمال اندلاع الحرائق وانتشارها بشكل أسرع وأوسع لذلك، تعد مكافحة الحرائق واتباع إجراءات الوقاية منها ضرورة ملحة لحماية البيئة والمناخ وضمان سلامة المجتمعات المحيطة بالمناطق الحراجية.