الجوع يجبر العائلات على الخروج من مخيم الركبان.. إلى أين وجهتهم؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

اضطر 12 لاجئًا سوريًا، كانوا قد تم ترحيلهم قسراً من قبل الحكومة الأردنية إلى مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية العراقية، إلى مغادرة المخيم، أمس الإثنين، والتوجه إلى مناطق سيطرة النظام السوري.

ويأتي هذا القرار نتيجة تفاقم الأوضاع المعيشية داخل المخيم بشكل كارثي، حيث يعاني سكانه من نقص حاد في الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى الحصار المفروض على المخيم من قبل النظام السوري والميليشيات الإيرانية وروسيا، مما أدى إلى تفاقم معاناة اللاجئين بشكل لا يطاق، حسب تعبير عدد من القاطنين فيه.

وتُشير الإحصائيات إلى أنّه تم توثيق العشرات من حالات الترحيل القسري للاجئين السوريين من مخيمات اللجوء داخل الأراضي الأردنية إلى مخيم الركبان خلال الأشهر القليلة الماضية.

وخلال الفترة من نهاية شباط/فبراير 2024 حتى نهاية حزيران/يونيو 2024، وصل عدد اللاجئين السوريين الذين تم ترحيلهم قسراً من الأردن إلى مخيم الركبان إلى ما يقارب 60 لاجئًا، حيث يتم ترحيلهم بشكل فردي مع بقاء ذويهم داخل الأراضي الأردنية.

وقال محمد درباس، عضو الهيئة السياسية في المخيم لمنصة SY24″ إنه “يوم أمس غادرت 5 عائلات مخيم الركبان باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري دون أي ضمانات وبالتنسيق مع حواجز النظام فقط، إضافة إلى مغادرة 15 شاباً كانوا قد تم إرجاعهم (قذفهم) من الأردن إلى داخل المخيم”.

وأضاف أن “الوضع في المخيم من سيء إلى أسوء بسبب الحصار المطبق على المخيم من النظام وميليشياته منذ 3 أشهر، ومن المتوقع أن تغادر الكثير من العائلات المخيم باتجاه مناطق النظام هربا من المرض والفقر والجوع”.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي خذل سكان المخيم وخذل المرضى بداخله، في حين أن الأمم المتحدة لم تقدم أي مساعدات للمخيم منذ عام 2019، بينما التحالف الدولي قدم بعض المساعدات الخجولة عن طريق “منظمة الطوارئ السورية الأمريكية”، حيث تم توزيع البسكويت وألواح الصابون مع الوعود بإدخال سلل غذائية للعائلات في المخيم كل 3 أشهر، علماً أن السلة الواحدة لا تكفي العائلة سوى 15 يوماً فقط، وفق تعبيره.

ويعيش قاطنو مخيم الركبان ظروفًا إنسانية مأساوية للغاية، حيث يفتقر المخيم إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، كما يتعرض سكانه لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قبل النظام السوري والميليشيات الموالية له.

وتزداد معاناة اللاجئين سوءًا مع حلول فصل الشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير، وتزداد صعوبة الحصول على وسائل التدفئة والوقود.

وتناشد العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية المجتمع الدولي للتدخل العاجل لإنقاذ حياة اللاجئين السوريين في مخيم الركبان، وطالبت بفتح ممرات آمنة لخروجهم من المخيم وتحسين ظروفهم المعيشية.

كما دعت المنظمات مؤخراً، إلى محاسبة المسؤولين عن عمليات الترحيل القسري وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها اللاجئون في مخيم الركبان.

مقالات ذات صلة