تشهد محافظة دير الزور شرق سوريا ازدياداً مقلقاً في حالات الغرق في نهر الفرات، حيث تم تسجيل 25 حالة غرق خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك حسب إحصائيات فوج إطفاء دير الزور.
وتشير الإحصائيات إلى أن غالبية حالات الغرق المسجلة طالت الأطفال والشبان في سن المراهقة، من بينهم 3 حالات غرق لفتيات صغيرات.
ويُعزى ارتفاع حالات الغرق إلى عدة عوامل، أهمها ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وانقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، مما يدفع الناس، خاصةً الأطفال والشباب، إلى التوجه إلى نهر الفرات للسباحة والتمتع بالبرودة.
بالإضافة إلى حالات الغرق، شهدت محافظة دير الزور خلال الفترة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحرائق، حيث وصل عدد الحرائق المسجلة حتى يوم الأحد، إلى 204 حادثة.
وتنوعت أسباب هذه الحرائق بين حرائق منزلية ناتجة عن ماس كهربائي أو اشتعال مواد نفطية، وحرائق أعشاب وأعواد زل بسبب ارتفاع حرارة الجو.
وفي سياق متصل، حذّر فريق الاستجابة الأولية في الرقة من مخاطر السباحة في نهر الفرات، خاصةً في الأماكن الخطرة، وذلك بعد تسجيل 12 حالة غرق خلال الموسم الصيفي الحالي، جميعها انتهت بالوفاة، من بينهم أطفال صغار.
وأوضح غواص في فريق الاستجابة الأولية بالرقة، أن السبب الرئيسي لحالات الغرق هو عدم التزام السكان بتعليمات الفريق، خاصةً فيما يتعلق بتحديد مواقع السباحة الآمنة.
وناشد الغواص الأهالي الالتزام بتعليمات السلامة للوقاية من حوادث الغرق، مؤكداً على تواجد لافتات تحذيرية في الأماكن الخطرة.
كما دعا إلى التواصل مع الفريق عبر أرقام الطوارئ المخصصة في حال حدوث أي حادثة.
وأكد أبناء المنطقة أن ازدياد حالات الغرق والحرائق في عموم شرق سوريا خلال فصل الصيف يفرض ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة من قبل الجهات المعنية، تشمل: نشر التوعية بأخطار السباحة في الأماكن غير الآمنة من خلال حملات توعوية مكثفة تستهدف جميع فئات المجتمع، خاصةً الأطفال والشباب، تعزيز تواجد فرق الإنقاذ في الأماكن المخصصة للسباحة على طول نهر الفرات، وتوفير أماكن آمنة للسباحة مجهزة بوسائل السلامة اللازمة، خاصةً في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي.
وطالب البعض الآخر بتشديد الرقابة على المنشآت السكنية للتأكد من التزامها بشروط السلامة الكهربائية، إضافة إلى توعية المواطنين بمخاطر الحرائق وطرق الوقاية منها.
ومنتصف حزيران الماضي، حذّر الكثير من سكان دير الزور من أن الأسابيع القادمة قد تشهد المزيد من حالات الغرق، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانتهاء امتحانات الشهادات العامة، حيث يزداد عدد الشبان الذين يتوجهون إلى النهر للسباحة.
يشار إلى أن السباحة في نهر الفرات عادة سائدة لدى أهالي دير الزور في فصل الصيف، بغض النظر عن توفر الكهرباء أو انقطاعها، وأن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الأهالي في حماية أبنائهم، حسب تعبيرهم.