تعرض العديد من سكان شمال سوريا لعمليات نصب واحتيال كبيرة عن طريق الاشتراك في تطبيقات إلكترونية لشركات وهمية تعمل تحت مسمى “الربح من الإنترنت”، والتي تعتمد على التسويق الهرمي لجذب أكبر عدد من المشتركين.
دفعت الظروف المعيشية الصعبة، قلة فرص العمل، وانتشار البطالة العديد من الأهالي، خاصة الشباب، إلى البحث عن مصدر رزق عبر برامج الإنترنت، ومع ذلك، كانت النتائج غير مرضية بالنسبة لعدد من البرامج التي تتطلب دفعاً مسبقاً للاشتراك، مما جعل المشاركين عرضة للاحتيال.
الشاب “سعيد”، 22عاماً، كان أحد الضحايا، حيث دفع مبلغ 100 دولار للاشتراك في برنامج يسمى “ميتا ماكس”، على أمل الحصول على مبالغ مالية يومية، يقول في حديثه إلينا: إن “البرنامج جذب العديد من المشتركين في الشمال السوري، الذين أودعوا أموالهم طمعاً في الجوائز والربح، ولكن فجأة، أغلقت الشركة الوهمية منصاتها، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة للمشتركين”.
تحدث الشاب عن تورطه بدعوة من صديقه وأقاربه، الذين شجعوه على الاشتراك بعد أن حصلوا على نسبة ربح كانت بمثابة الطعم لكسب مزيد من المشتركين، إلا أنهم اكتشفوا بعد أشهر قليلة أنهم تعرضوا لعملية نصب كبيرة وسط ترويج ضخم لبرامج تشجع على إيداع الأموال.
“سعيد” ليس الضحية الوحيدة، إذ تعرض عدد كبير من سكان إدلب لخسائر مالية كبيرة جراء إغلاق شركة “ميتا ماكس” واختفائها، تعتمد هذه الشركات على توزيع جوائز ومكافآت مغرية لكل من يجلب مشاركين جدد، وعند اكتمال العدد المطلوب وتحقيق مبالغ مالية ضخمة، تغلق حساباتها فجأة.
انتشرت طرق الربح عبر الإنترنت بشكل كبير، وكان للشباب السوريين نصيب في هذه الظاهرة سواء بالربح أو الخسارة، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في سوريا، دفع هذا الوضع الأهالي إلى المغامرة بدخول هذه البرامج لتأمين مصروفهم، غير مدركين احتمالية الخسارة بدلاً من الربح، كما حدث مع العديد منهم.
