في حادثة مؤلمة تعكس واقع الضغوط الاجتماعية والنفسية شمال غرب سوريا، أقدمت فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً يوم أمس على إنهاء حياتها انتحاراً إثر تناولها حبة من غاز الفوسفين السام، في ريف حارم شمالي إدلب لأسباب مجهولة.
وتعرف حبة الغاز بأنها شديد الخطورة تتفاعل بعد دخولها إلى جسم الإنسان مع عصارة المعدة وينتج عنه غاز سام، يتسبب في إتلاف الكبد وباقي أجهزة الجسم. ولعب توفر هذه الحبة المخصصة لتخزين القمح بين متناول الجميع ورخص ثمنها دوراً في شهرتها وجعلها الوسيلة الأرخص والأسرع للانتحار، حيث لقي كثير من الأشخاص ولاسيما الشباب حتفهم جراء تناولها بغية إنهاء حياتهم، وذلك بدوافع نفسية أو والضغوط اجتماعية واقتصادية.
وأكدت مراسلتنا، أن هذه الحالة الثانية خلال الأسبوع الماضي التي وقعت في مناطق الشمال السوري حيث توفيت شابة عشرينية من سكان مخيم بلال الواقع في بلدة كللي بريف إدلب قبل أيام انتحاراً بسبب مشاكل عائلية وضغوطات نفسية.
وفي السياق تشهد محافظة إدلب التي تأوي مئات آلاف النازحين تدهوراً حاداً في الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة والفقر بشكل غير مسبوق مع تراجع الدعم الإنساني نتيجة نقص التمويل ما زاد من حالات الاكتئاب واليأس بين الأهالي.
يرى خبراء في الشؤون الإنسانية أن حالات الانتحار في المناطق التي تشهد حرباً غالباً ما تكون نتيجة للتدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني منه الأفراد، حيث أن الفقر المدقع وانعدام الأمل في تحسن الظروف يدفع الناس إلى حافة اليأس ما يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للأهالي في هذه المناطق.
يذكر أن الضغوط النفسية التي يعيشها الأفراد واستمرار انعدام الأمل في ظل واقع مؤلم شمال غرب سوريا، يتطلب استجابة إنسانية عاجلة وشاملة، لجميع نواحي الحياة وليس فقط مجرد مساعدات مؤقتة بل يحتاج الوضع إلى حلول مستدامة.