مساعدة مجانية لطلاب الشهادتين في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

قبل امتحان الشهادتين بشهر واحد، خصصت المعلمة “إيمان” ساعتين لمراجعة منهاج طلبة الثالث الثانوي والشهادة الأساسية، بشكل مجاني محاولةً لمساعدة الطلاب أصحاب الدخل المحدود على أمل أن يحظوا بعلامات جيدة تمكنهم من دخول الجامعة.

بلغ عدد الطلاب المسجلين لامتحان الشهادتين الأساسية والثانوية 56 ألف طالب وطالبة، حسب تصريح سابق لمدير دائرة الامتحانات في إدلب.

“إيمان” سيدة أربعينية، زوجة معتقل وأم لخمسة أولاد، تسكن في مدينة أريحا جنوبي إدلب، معلمة لغة إنجليزية تعمل في إحدى مدارس المدينة، إضافة إلى تدريسها في معاهد خاصة لطلاب الصفوف الابتدائية.

بعد نهاية العام الدراسي، سعت المعلمة إلى افتتاح دورات تعليمية مجانية لطلاب الشهادتين، تهدف من خلالها مراجعة معلومات الطلبة ومساعدتهم في ترميم النقص لديهم، ليتمكنوا من الحصول على علامات تؤهلهم للدخول في جامعات الشمال السوري.

جمعت “إيمان” سبع طالبات من زميلات ابنتها المقبلة على تقديم امتحان الشهادة الثانوية، إضافة إلى طالبتين من أبناء جيرانها.

وذكرت في حديث خاص مع SY24، أن عشرة طلاب من صف التاسع انضموا إلى الدورة التعليمية، معظمهم من أبناء جيرانها وأقاربها وصديقاتها.

حيث شملت تلك الدورة التعليمية المكثفة شرحاً موسعاً عن قواعد اللغة الإنجليزية، إضافة إلى تمرين الطلاب على أسئلة الامتحان من خلال عدة مذاكرات خضع لها الطلبة.

وقالت “إيمان”: “بذلت كل جهدي لأقدم أفضل ما لدي، في سبيل نجاحهم بدرجات عالية تفرح قلبي وقلبهم”.

وأضافت في ختام حديثها، “طلابنا يمرون بظروف قاسية جداً يصعب على الكبار تحملها، لذا تقديم المساعدة لهم واجب على كل معلم ومعلمة”.

يشار إلى أن تراجع المستوى التعليمي في أغلب مدارس الشمال السوري واكتظاظ المدارس بأعداد كبيرة من الطلبة نتيجة النزوح والتهجير، أجبر الكثير من الطلبة على التسجيل في معاهد خاصة رغم ارتفاع أجورها التي تفوق قدرة المواطن العادي في الشمال السوري.

أقبل “عامر”، 18 عاماً، يقيم في جبل الزاوية، وصاحب ثالث ثانوية فرع أدبي، على تسجيل دورتين فقط، إحداهما للغة العربية والثانية للغة الإنجليزية، مقابل 150 دولار.

وأفاد بأن والده يعمل على بسطة لبيع الخضار في مدينة أريحا، ويكاد عمله يكفي مصروفاً لعائلته.

ولفت إلى أن والده يقطع من مصروف عائلته كل يوم، ليتمكن من دفع القسط في نهاية كل شهر، موضحاً أنه كان بحاجة ملحة إلى دورة تعليمية لمادة الفلسفة، لكن وضع عائلته المادي منعه من ذلك.

مقالات ذات صلة