من مخيم الهول إلى دير الزور.. عائلات سورية تبدأ رحلة الأمل

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

لم يكن يوم الثامن من أيار الماضي، يوماً عادياً بالنسبة للعائلات السورية التي تقطن مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا حيث بدأت رحلة استثنائية تحمل في طياتها الأمل والمثابرة، بانطلاق 69 عائلة من المخيم تاركين خلفهم سنوات من المعاناة والنزوح

وفي ذلك اليوم، أكد العديد من القاطنين في المخيم أن هذه الرحلة ليست مجرد عودة إلى الديار، بل هي قصة حياة جديدة تُكتب بالدموع والابتسامات، وتجسد رغبة العائلات في استعادة حياتهم وإعادة بناء مستقبلهم في دير الزور شرقي سوريا، وفق تعبيرهم.

وأجمع أبناء المنطقة الشرقية على أن هذه الرحلة تأتي كخطوة إيجابية في مساعي إعادة تأهيل ودمج النازحين من المخيم الذي يضم آلاف الأشخاص معظمهم نساء وأطفال وكبار السن.

مراحل العودة

وذكرت مصادر خاصة من المنطقة الشرقية لمنصة SY24، أن الرحلة بدأت من مخيم الهول بإجراء فحوصات أمنية وتسجيل البيانات الخاصة بالعائدين لضمان سلامتهم وأمنهم خلال العودة.

وتعد هذه الخطوة ضرورية للتأكد من خلو العائدين من أي تهديدات أمنية ولضمان تسجيلهم بشكل صحيح في سجلات الدولة.

المجلس المدني لدير الزور

بعد مغادرة المخيم، توجهت العوائل إلى مقر المجلس المدني في دير الزور، لتسيلم الوثائق اللازمة وتحدد وجهتهم النهائية، ويُعد المجلس بمثابة حلقة وصل بين العائدين والسلطات المحلية، مما يضمن تسهيل عملية إعادة الدمج وتقديم الدعم اللازم لهم.

الكفيل

يتم التواصل مع الكفيل وهو شخص مسؤول عن العائلة في المنطقة التي يرغبون بالعودة إليها، ويقوم باستقبال العائلات وتوفير المأوى والمساعدة الأولية لهم، حيث يتم نقل العائلات إلى قراها وبلداتها الأصلية أو المساكن التي وفرها لهم الكفيل.

توزيع العائدين حسب المنطقة وتاريخ وجودهم في المخيم

تُظهر إحصائيات توزيع العائدين إلى مناطقهم الأصلية بعد نزوحهم القسري أن: 65% من العائدين ينحدرون من مناطق غرب الفرات، 35% منهم من الريف الشرقي لدير الزور.

أمّا من ناحية تاريخ وجود العائلات في المخيم، نجد أن: 70% من العائدين كانوا في المخيمات منذ عام 2017 و2018، والباقي جاؤوا للمخيم منذ عام 2019.

وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الأطفال بين العائدين تبلغ 60%، مما يُشكل عبئاً إضافياً على الموارد المتاحة في المناطق المستعادة من حيث احتياجاتهم التعليمية والصحية، بحسب مصادر خاصة لمنصة SY24.

احتياجات العائدين من مخيم الهول: تحديات جسيمة وآمالٌ في العودة

يواجه العائدون من مخيم الهول العديد من التحديات في سبيل إعادة دمجهم في المجتمعات المحلية. تتطلب احتياجاتهم الأساسية جهودًا متضافرة من قبل الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والإنسانية.

الخدمات الأساسية والدعم النفسي

تفتقر العديد من المناطق المستعادة إلى بنى تحتية سكنية مناسبة، مما يُشكل عبئاً على العائدين في تأمين مأوى مناسب. وتُعاني المرافق الصحية من نقص في الأدوية والمعدات الطبية، ما يُعيق حصول العائدين على الرعاية الصحية اللازمة.

وتُواجه المدارس صعوبة في استيعاب الأعداد الكبيرة من الأطفال العائدين، والذي يتطلب توفير المزيد من المدارس والمعلمين.

 

إضافة إلى ضرورة توفير خدمات الدعم النفسي فقد عانى معظم العائدين من الصدمات النفسية خلال فترة النزوح، مما يتطلب توفير برامج الدعم النفسي لمساعدتهم على تجاوز تلك الأحداث.

الحصول على الأوراق الثبوتية

لا بدّ من الإشارة إلى أن العديد من العائلات فقدت أوراقها الثبوتية خلال النزوح، وتسبب ذلك في تعقيد حصولهم على الخدمات الأساسية وإعادة تسجيلهم في سجلات الدولة، في حين تُواجه كثير من العوائل صعوبة في إثبات هويتها، وعدم حصولهم على حقوقهم المدنية.

توفير فرص العمل

يُعاني العديد من العائدين من البطالة، والتي تشكل عبئاً إضافياً على كاهل العائلات في تأمين احتياجاتهم الأساسية، إذ تُوجد حاجة ماسة إلى برامج تدريبية ودعم لريادة الأعمال لمساعدة العائدين على إيجاد فرص عمل.

تأمين عودة بعض العوائل إلى مناطقهم الأصلية غرب الفرات

وحسب المصادر الخاصة، يرفض النظام السوري عودة بعض العائلات إلى مناطقهم الأصلية غرب الفرات، مما يُشكل تحدياً إنسانياً كبيراً، وفي هذا الجانب، فإن هذه الحالة تتطلب جهوداً دبلوماسية لضمان عودة جميع العائدين إلى مناطقهم الأصلية في ظل ظروف آمنة وكريمة.

مسؤولية مشتركة وجهود دولية

إنّ إعادة دمج العائدين من مخيم الهول في المجتمعات المحلية مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود من قبل جميع الجهات المعنية، من خلال توفير الاحتياجات الأساسية ودعمهم نفسياً واجتماعياً، يمكن للعائدين إعادة بناء حياتهم وتحقيق مستقبل أفضل لهم ولأطفالهم.

رحلة الأمل والتحديات

يشار إلى أن العائلات العراقية تتكفل بعملية إخراجها الحكومة العراقية، بينما العائلات الأجنبية من دول أوروبا أو دول الاتحاد السوفيتي فهناك منظمات دولية تتكفل بذلك إضافة إلى حكومات بلادهم، وبالنسبة للعائلات السورية فإن تكاليف نقلهم على أقاربهم وعشائرهم، وفق مصدر عشائري شرق سوريا.

وأكد المصدر لمنصة SY24، أنه “بعد وصول العائلات إلى قراهم يلزمهم دعم كبير جدا، إعادة تمكين، إعادة اندماج مع المجتمع، إيجاد العمل للشباب، توفير المساعدات الإغاثية والطبية لكبار السن والنساء وإلحاق الأطفال بالمدارس وهذا أمر مهم جداً”.

وأعرب المصدر عن أمله في أن تعمل المنظمات المحلية والدولية العمل على توفير فرص العمل من خلال مشاريع صغيرة تحمي جيل المستقبل من الضياع، إضافة إلى أمله في أن تعمل المجالس المحلية وشيوخ وأمراء القبائل العمل على إخراج كل من يتواجد في المخيمات شرق سوريا.

ووسط كل ذلك، تُعد رحلة العودة من مخيم الهول بداية جديدة لأسرٍ تاقَتْ للعودة إلى ديارها بعد سنواتٍ من التشرد والنزوح. بالرغم من التحديات العديدة التي تواجهها هذه العائلات، إلا أن الإصرار والأمل هما الدافعان الرئيسيان لإعادة بناء حياتهم.

وطالب العوائل بضرورة تضافر الجهود المحلية والدولية لدعم العائدين، وتعد هذه الخطوة حاسمة نحو مستقبل أفضل وأكثر استقراراً لهم ولأطفالهم، خاصة وأن قصة هؤلاء العائدين تذكير للجميع بأهمية التضامن والعمل المشترك لتحقيق الأمان والكرامة للجميع في المنطقة شرقي سوريا.

مقالات ذات صلة