في إدلب.. غلاء الألبان والأجبان يعطل تحضيرات مونة الشتاء

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تشهد محافظة إدلب في الشمال السوري ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار مشتقات الألبان والأجبان، ما أضاف عبئاً كبيراً على كاهل العائلات التي تعتمد بشكل أساسي على هذه المنتجات في نظامها الغذائي اليومي، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي يتطلب تخزين مونة تكفي لعدة أشهر.

وحسب ما رصدته منصة SY24، وصل سعر كيلو جبن البقر إلى 90 ليرة تركية، بينما بلغ سعر كيلو جبن الغنم 95 ليرة تركية، هذه الأسعار المرتفعة جعلت كثيراً من العوائل عاجزة عن شراء كميات كافية من الأجبان لتحضير مونة الشتاء التي تعتبر تقليداً سنوياً لمواجهة نقص الإمدادات في الأشهر الباردة.

وعن تأثير الغلاء على العائلات تحدثت السيدة “أم أحمد”، وهي أم لخمسة أطفال مقيمة في سرمدا شمال إدلب، “لم نعد نستطيع شراء الأجبان والألبان كما كنا نفعل في السابق، الأسعار تضاعفت وأصبحت خارج متناول أيدينا نحن نعتمد على هذه المنتجات بشكل كبير في وجباتنا اليومية، ومع اقتراب الشتاء، كنا نخطط لتحضير مونة تكفينا للأشهر الباردة، لكن الآن لم نعد نعرف كيف سنتدبر أمورنا”.

أضافت السيدة أن العديد من الأسر في إدلب تلجأ الآن إلى تقليل استهلاكها من الأجبان والألبان أو البحث عن بدائل أرخص، مما أثر سلباً على النظام الغذائي للأطفال والكبار على حد سواء.

ويعود الارتفاع الحاد في الأسعار إلى عدة عوامل، من بينها تراجع الإنتاج المحلي نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وتدمير العديد من مزارع الألبان جراء النزوح المستمر كما أن تكاليف النقل والتخزين ارتفعت بشكل كبير، مما أثر على أسعار البيع في الأسواق المحلية.

ويبرر “أبو العلاء”، صاحب محل لبيع الألبان والأجبان في مدينة إدلب ارتفاع الأسعار بنقص الإنتاج  وارتفاع التكاليف يقول في حديثه إلينا: “نحن مضطرون لرفع الأسعار لأن تكلفة الحصول على الحليب والمواد الخام مرتفعة بسبب التكاليف التشغيلية”.

تعد الأجبان والألبان جزء أساسي من مؤنة الأسرة السورية، لكن مع ارتفاع الأسعار تجد العديد من العائلات صعوبة في تجهيز ما يكفيها من هذه المواد فتحضير مونة الشتاء هو تقليد قديم في سوريا واعتادت العائلات على تخزين كميات كبيرة من الأطعمة الأساسية لمواجهة فصل الشتاء الطويل غير أن السنوات القليلة الماضية غيرت كثيراً من عادات السوريين وفقا لظروفهم المادية المتردية.

السيدة “فاطمة” 32 عاماً، مهجرة من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري وهي ربة منزل، تقول في حديثها إلينا: “كل عام نحضر مونة الشتاء ونشتري كميات كبيرة من الجبن والزبدة وغيرها من المنتجات، لكن هذا العام الأسعار مرتفعة جداً ولا نملك المال الكافي، نخشى أن نقضي الشتاء دون هذه الأطعمة التي تعودنا عليها”.

في ظل استمرار ارتفاع أسعار مشتقات الألبان والأجبان في إدلب، تواجه العائلات تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية وتحضير مونة الشتاء، هذا الوضع يضيف ضغوطاً جديدة على الأهالي الذين يعانون أصلاً من صعوبات اقتصادية جمة ومع غياب أي حلول جذرية أو دعم محلي ودولي فعال، تظل الأسر السورية في إدلب تكافح يومياً لتأمين لقمة العيش ومواجهة فصل الشتاء القاسي.

مقالات ذات صلة