الزواج العرفي.. ضياع للحقوق ومعاناة للزوجة والأطفال

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بعد ثمانية أعوام من الزواج، قرر “أبو يزن” تثبيت زواجه العرفي في المحاكم الشرعية العاملة في إدلب شمال سوريا، وذلك لتثبيت نسب طفله مع اقتراب التحاقه بالمدرسة.

الزواج العرفي هو عبارة عن عقد زواج يتم عن طريق شيخ وشاهدين وولي الأمر، يحدد فيه مهر الزوجة ويوقع عليه الطرفان، بالإضافة إلى الشهود، لكن هذا العقد غير معترف به من قبل الدوائر الحكومية.

“أبو يزن”، رجل ثلاثيني وأب لثلاثة أطفال، يسكن في مدينة أريحا جنوبي إدلب، رغم عدم رغبته في تسجيل زواجه في المحاكم الشرعية التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب، أقدم على ذلك، بعد أن اضطر لإبراز أوراق ثبوتية إلى إدارة مدرسة طفله ليتم تسجيله بشكل قانوني.

تعود أسباب عدم رغبة “أبو يزن” في تثبيت زواجه في محاكم إدلب إلى عدم حصولها على أي اعتراف من أي دولة، “الاعتراف فقط في منطقة الشمال السوري”، حسب قوله.

خلال سنوات الثورة وحالة عدم الاستقرار التي شهدتها المنطقة، لجأ الكثير من المقبلين على الزواج إلى عقد قرانهم “عن طريق الشيخ”، كانت إحدى مشاكل الزواج العرفي قصة “رنا”، 27 عاماً، أم لطفلين، تسكن في جبل الزاوية جنوبي إدلب، التي وافقت على زواجها من رجل مصري بعقد عرفي، لتكتشف بعد وفاة زوجها أن عقد قرانها كان باسم مستعار له.

تقول “رنا”: إن “حقوقي ضاعت، وضاع مستقبل أطفالي، فليس هناك ما يثبت نسبهم، أو يحفظ حقوقهم”.

في المحاكم الشرعية العاملة في إدلب، لا يجبر الزوج على دفع حقوق زوجته ونفقة أطفاله في حالة الطلاق حتى يتم تثبيت زواجهما بشكل قانوني.

“نسرين”، 32 عاماً، أم لطفلين، تقيم في مدينة إدلب، طلقها زوجها بعد ستة أعوام من زواجهما دون تثبيته في المحكمة، خلال قيامها برفع دعوى طلاق على زوجها، أكدت أن القاضي رفض استلام قضية الطلاق حتى تثبت زواجها.

في حال كان عقد الزواج العرفي موجوداً، يكتفي القاضي بموافقة الزوجين عليه، أما إذا كان العقد غائباً، تقول “نسرين”، يطلب القاضي شاهدين يقسمان بأنني زوجته ولديه منها أطفال ويذكران أسمائهم، ثم يتفق الزوج والزوجة على المهر وتكتب العقد من جديد.

يتحول قرار القاضي إلى السجل المدني ويثبت الزواج أصولاً، تحدثنا “نسرين” عن معاناتها في حضور جلسات المحكمة، فتقول: إن “دعوى تثبيت الزواج تحتاج إلى أكثر من ثلاث جلسات، إضافة إلى دعوى الطلاق التي تحدد جلساتها حسب كل دعوى”.

يشار إلى أن الزواج العرفي لاقى إقبالاً واسعاً خلال السنوات الأخيرة بين أهالي الشمال السوري، وذلك بالرغم من مشاكله الكثيرة التي تستهدف النساء والأطفال بشكل مباشر.

مقالات ذات صلة