في الرقة.. شكاوى من غياب مراكز علاج الأمراض النفسية والإدمان

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تعاني مدينة الرقة في شمال شرق سوريا من أزمة متفاقمة تتمثل في نقص حاد في مراكز علاج الأمراض النفسية والإدمان، في ظل ارتفاع ملحوظ في أعداد المدمنين.

وقد أثار هذا الوضع قلق الأهالي والنشطاء في المنطقة، مما دفعهم إلى رفع أصواتهم مطالبين بحلول عاجلة.

وذكرت مصادر من أبناء المنطقة أن الفترة التي تلت طرد تنظيم داعش شهدت توسعاً كبيراً في تجارة المخدرات، مما شكل تهديداً خطيراً على سلامة المجتمع.

وأكدت المصادر على الحاجة الملحة لإنشاء عدة مراكز لعلاج المدمنين بشكل مجاني، مشيرين إلى مبادرة بعض الأطباء بافتتاح مركز يقدم خدماته بأسعار رمزية.

من جانبه، عبّر أحد سكان الرقة عن مخاوفه من وقوع ابنه المراهق ضحية للمخدرات، على غرار العديد من الشباب في المنطقة، مناشداً قوى الأمن بضرورة التدخل لضبط الوضع ومنع انتشار المخدرات بين فئة الشباب.

وفي خطوة إيجابية، تم افتتاح مركز “الأمل” في مطلع حزيران/يونيو الماضي، وهو أول مركز متخصص لعلاج الأمراض النفسية والإدمان في شمال شرق سوريا.

ويقدم المركز خدمات لعلاج الإدمان والأمراض النفسية مثل الفصام والاكتئاب، حيث شهد إقبالاً من المدمنين الراغبين في العلاج.

وفي إنجاز لافت، أعلن المركز عن شفاء 11 حالة تعاطي خلال شهر واحد فقط في حزيران 2023.

وفي سياق الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة، تستمر المبادرات التوعوية في الرقة وشرق سوريا للتنبيه إلى مخاطر الإدمان.

ومنذ مطلع العام الجاري، تم تنفيذ العديد من المبادرات التوعوية في الرقة وشرق سوريا للتنبيه إلى مخاطر الإدمان.

ونظّم مركز الرقة ضمن مشروع “تنمية مهارات اليافعين والشباب” فعالية تحت عنوان “نهتم لأمرك لما لا تهتم لذاتك”.

واشتملت الفعالية على عرض فيلم وثائقي حول أضرار المخدرات، وعمل مسرحية تحاكي مراحل الإدمان، ومسابقة ترفيهية، وجلسة توعوية حول مخاطر الإدمان وطرق الوقاية منه.

وأكدت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة الإنسانية، مايا عصملي لمنصة SY24، على أن غياب مراكز علاج الأمراض النفسية والإدمان في الرقة يُعد مشكلة خطيرة تتطلب حلولاً عاجلة من قبل الجهات المعنية، وفق تعبيرها.

وطالبت عصملي المنظمات المحلية بإنشاء المزيد من مراكز العلاج وتوفير الإمكانيات والمعدات اللازمة لها وتدريب المزيد من الأطباء المختصين، مؤكدة كذلك على الحاجة إلى برامج توعوية مكثفة تهدف إلى تغيير ثقافة المجتمع تجاه الإدمان وتعزيز سبل الوقاية منه، حسب وجهة نظرها.

ورغم هذه الجهود، لا تزال الحاجة ملحة لمزيد من المراكز المتخصصة وتوفير أطباء مختصين في علاج الإدمان في المنطقة.

ويبقى التحدي الأكبر هو مواجهة انتشار المخدرات وحماية الشباب من مخاطرها، مع ضرورة توفير العلاج والدعم للمتضررين منها.

يذكر أنه في أيار/مايو الماضي، أطلق ناشطون حملة واسعة تحت شعار “لا للمخدرات”، والتي تهدف إلى مكافحة انتشار هذه الآفة المدمرة التي باتت تهدد مستقبل الشباب والمجتمع.

وسعى القائمون على هذه الحملة إلى توجيه رسائل قوية للمتعاطين لهذه المواد المُحرمة، تُحذر من مخاطرها وتدعوهم إلى التخلي عنها والعودة إلى الحياة السوية.

مقالات ذات صلة