تواصل قوات النظام السوري وميليشياته المدعومة محاولاتها للسيطرة على البادية السورية، رغم الخسائر الفادحة والفشل المتكرر في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
وفي أحدث تطور، أعلنت قوات النظام عن بدء حملة تمشيط جديدة في منطقتي معدان والبشري غرب محافظة دير الزور.
وحسب الأخبار الآتية، وصلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة تضم الدفعة الثانية من ميليشيا “الفرقة 25” وميليشيا “الحرس الجمهوري”، والتي تم سحبها من جبهات ريف إدلب قبل أيام.
وأفادت مصادر ميدانية متطابقة، بأن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات النظام لتعزيز قواته في المنطقة بعد سلسلة من الإخفاقات السابقة.
وفي تطور جديد، أفادت المصادر ذاتها بفقدان الاتصال بمجموعة من عناصر وضباط النظام السوري في البادية، مما يسلط الضوء على الخطر المستمر في المنطقة.
وفي سياق متصل، يواصل سلاح الجو الروسي شن غارات جوية مكثفة على مواقع تنظيم داعش وخلاياه المنتشرة في البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص ودير الزور شرقي سوريا.
وتأتي هذه الغارات تأتي في محاولة لدعم العمليات البرية للنظام وتقويض قدرات التنظيم على التحرك في منطقة البادية شرقي حمص، وصولا إلى بوادي الرقة ودير الزور والحسكة.
ورأى الناشط المهتم بملف البادية محمود أبو يوسف في حديثه لمنصة SY24، أن إصرار النظام على تكرار هذه الحملات، رغم الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، يعكس أهمية البادية السورية استراتيجياً وأمنياً، فالمنطقة تمثل ممراً حيوياً يربط بين مناطق نفوذ النظام في وسط وشرق سوريا.
وأشار إلى أن النظام يواجه صعوبات جمة في تحقيق تقدم ملموس، نظراً لطبيعة المنطقة الصحراوية الواسعة وتكتيكات حرب العصابات التي تتبعها الجماعات المسلحة.
ولفت إلى أن استنزاف موارد النظام في هذه العمليات المتكررة يثير تساؤلات حول جدواها على المدى الطويل، وفق تعبيره.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحاً حول قدرة النظام السوري على تحقيق السيطرة الفعلية على البادية، وما إذا كانت هذه الحملات المتكررة ستؤدي في النهاية إلى نتائج مختلفة عن سابقاتها، أم أنها ستظل دورة من الفشل والخسائر المستمرة، وفق مراقبين